هلال عون:
محكمة العدل الدولية هي أكبر هيئة قضائية في الأمم المتحدة، ومهمتها فصل النزاعات بين الدول الأعضاء في المنظمة الدولية وقراراتها ملزمة، إلّا أن المحكمة لا تملك آلية لفرض تنفيذ تلك القرارات، ومن المفترض أن يقوم مجلس الأمن الدولي بهذا الدور الذي تعطله الولايات المتحدة الأمريكية حين يتعلق الأمر بالكيان الإسرائيلي.
والحقيقة لم يكن القرار الأخير ضد الكيان الإسرائيلي هو القرار الوحيد الذي أصدرته محكمة العدل الدولية في “لاهاي” بل سبقته قرارات أخرى لكن الكيان العنصري لم يمتثل لها بذرائع واهية، وبسبب تستر واشنطن على جرائمه وحمايتها له في المحكمة وفي المؤسسات الدولية الأخرى.
ويعلم الجميع أن محكمة “لاهاي” أصدرت منذ أيام حكماً ابتدائياً وتدابير طارئة بحق الكيان الإسرائيلي في الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا متهمة إياه بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة بشأن الإبادة الجماعية.
وتضمن قرار المحكمة اتخاذ جميع التدابير لمنع أي أعمال يمكن اعتبارها إبادة جماعية، وضمان عدم قيام جيش الاحتلال بأي أعمال إبادة، منع ومعاقبة أي تصريحات أو تعليقات عامة يمكن أن تحرض على ارتكاب إبادة جماعية في غزة، وكذلك اتخاذ جميع الإجراءات لضمان وصول المساعدات الإنسانية، وطلبت منه عدم التخلص من أي دليل يمكن أن يستخدم في القضية المرفوعة ضده، وأخيراً تقديم تقرير للمحكمة خلال شهر بمدى تطبيقها لهذه التدابير والأحكام.
وهناك قرارات وأحكام عدة التي اتخذتها المحكمة بحق العديد من الأطراف، ففي كانون الأول عام 2003 طالبت الجمعية العامة، محكمة العدل بإصدار رأيها الاستشاري وفقاً لمبادئ القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949بشأن العواقب القانونية لتشييد جدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة، الذي بناه الكيان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي 9 تموز 2004 قررت المحكمة “أن الجدار مخالف للقانون الدولي”، وطالبت إسرائيل بإزالته من كل الأراضي الفلسطينية، مع تعويض المتضررين من بناء الجدار، وطالبت كذلك دول العالم بعدم الاعتراف بالوضع غير القانوني الناجم عن بناء الجدار، ودعت الجمعية العامة ومجلس الأمن إلى النظر في أية إجراءات أخرى لإنهاء الوضع غير القانوني للجدار.
وكلنا يعلم أن هذا الكيان المارق لم ينفذ القرار، ولم يلتزم بأي فقرة منه، وكذلك قامت واشنطن بحمايته في مجلس الأمن الدولي وعرقلت صدور أي قرار يعاقبه تحت الفصل السابع، لتتكرر السيرة ذاتها، وهي أن هذا الكيان فوق القانون الدولي بعرف الغرب لا بعرف القوانين الدولية!.
اقرأ في الملف السياسي: قرار “العدل الدولية”.. خطوة كي لا تفلت “إسرائيل” من العقاب