راغب العطيه:
تزداد وحشية الكيان الصهيوني يوما بعد يوم ضد الفلسطينيين أصحاب الأرض الحقيقيين، الذين تآمر عليهم الغرب الاستعماري منذ بدايات القرن العشرين ومازال يواصل تآمره عليهم إلى يومنا هذا، موفراً كل الظروف والوسائل لكيان الاحتلال كي يمارس عنصريته وإرهابه وإجرامه بما فيها مجازر الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري دون حسيب أو رقيب.
وتعد محاكمة “إسرائيل” الجارية حاليا في محكمة العدل الدولية في لاهاي أقوى شاهد يؤكد أن سلطات الاحتلال ارتكبت ومازالت ترتكب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب، الأمر الذي يعري حكومة العدو الصهيوني وداعميه في واشنطن وأوروبا أمام كل شعوب العالم التي تدعو إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل إلى سكان القطاع المنكوب، والذين يصارعون الموت بسبب العدوان والحصار وتعنت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الداعم العنيد لقتل الأطفال في غزة.
وقد اتخم سجل الكيان الأسود بمجازر الإبادة الجماعية منذ أن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين إلى هذا اليوم، وقد ارتكبت العصابات الصهيونية آرغون وشتيرن عشرات المجازر في فترة النكبة لوحدها، وتواصلت جرائم قوات الاحتلال وتصاعدت حدتها كلما ازداد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه وحقوقه المشروعة، وكلما تعاظمت قوة المقاومة وإصرارها على مواجهة الاحتلال حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
وما يجري الآن في قطاع غزة المحاصر يعجز وصفه وتصنيفه، حيث صب العدو الصهيوني جام غضبه نتيجة لطوفان الأقصى الذي زلزل كيانه، على المدنيين، وخاصة الفئات الهشة من أطفال ونساء وكبار سن، وراح يرتكب يوميا عشرات مجازر الإبادة الجماعية، وخاصة في المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء، بما فيها التابعة لل”أونروا”، ضاربا بعرض الحائط كل القوانين والشرائع الدولية.
فمن مجزرة دير ياسين في فلسطين عام 1948 إلى مجزرة مخيما صبرا وشاتيلا في لبنان 1982 فمدرسة بحر البقر مرورا بغيرها من المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية بدم بارد خلال عشرات السنين وصولا إلى مئات مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، ولم تزل في غزة خلال عدوانها المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الماضي يتأكد للقاصي والداني الطبيعة الوحشية للكيان الصهيوني ومعه إدارة البيت الأبيض التي تعد الشريك الأول لقوات العدو بارتكابه جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والطفولة.
اقرأ في الملف السياسي: “لاهاي” أصدرت قراراً حول جدار الفصل العنصري.. وظل حبراً على ورق!