لا نظن أن أحداً منا إلا وقد عرف الفطام، ولاسيما جيلنا الذي بلغ الستينات ونيفاً، ولم يكن قد اعتاد الرضاعة الصناعية التي هي اليوم السمة الأساسية ومع أنها كذلك فهي أيضاً تمر عبر مرحلة الفطام التي تشكل نقطة تحول نحو الاعتماد على غذاء آخر غير صدر الأم.
وعلى ما يبدو أننا نحن معشر الفقراء الذين كنا نتعكز على حليب دعم الدولة لنا بالكثير من المواد الأساسية نمر بمرحلة فطام صعبة للغاية.
والغريب في فطام الحكومة التي تنوب عن الدولة أنها لا تأخذ عبرة مما تفعله الأمهات أثناء عمليات الفطام إذ تعمد بعض الأمهات إلى تقديم مغريات للطفل مثل الحلوى أو الفواكه مع الإشارة إلى أنه قد يتم وضع مادة منفرة على الثدي لئلا يعود الطفل إليه..ولكنه يجد بديلاً آخر مناسباً، ويعوض عما فقده على عكس حالنا تماماً الفطام لنا والحلوى والمغريات للتجار ومن يعرفون كيف يستغلون ما يجري.
لسنا تواقين للبقاء رضعاً من ثدي لم يجف لكنه ادعى ذلك ..
نريد الفطام وأن نشب عن الطوق ولكن لتكن الأسباب مهيأة لنا وليس على مبدأ قول الشاعر:
ألقاه في اليم مكتوفاً ..
وقال له إياك أن تبتل بالماء..
ياله فطام أصابنا بمقتل …