الثورة – علاء الدين محمد:
أمسية شعرية جمعت بين مواهب عدة ورؤى تتفاوت وتتنوع بين الحب والأمل ولا تخلو من بعض اليأس، في ثقافي المزة بدمشق، تحت عنوان “ترانيم”، شارك فيها كل من الشعراء منصور سلمان، محمد النعسان، هند البقاعي، غدير الزامل، حسين محمود.
بدأ الأمسية الشاعر منصور سلمان بقصيدة غنائية فيها فيض من المشاعر الإنسانية التي سكبها أحاسيساً وترانيماً للجمهور يقول:
هذه ترانيم الشعور لهب يسيل على السطور
نغم تترجمه الجراح قصائد بلطيف نور
مطر تخامره الحياة بكل أسرار العبير
فهذه ترانيم الغرام وخفقة القلب الكبير
بالروح تستجلى لطافتها على رهف غرير.
أما الشاعر محمد النعسان قدم قصيدة نثرية يحاكي من خلالها قصة الشوق للحبيب والغياب والبعد، وفيض المشاعر المتأججة عند الفراق والتوق للقاء، معبراً فيها عن فيض اللهفة والحب، بكلمات وصور شعرية متنوعة…
كثير غيابك
لا أستطيع جمعه بيدي المهترئتين
طويل غيابك
أكبر من مقاسي
والحزن الذي ينسل منه
أعرض من كتفي بنمرتين
فتراني مكدسا على النوافذ
أذرف الشوق بين ضفتين
ولا تستطيع عوارض السدود كلها
أن تعترض خطى الحنين في صوتي.. ولو بخطوتين
ثقيل جداً عبابك
خفيف جداً غيابك
كالشعرة التي قسمت ظهر البعير..
بينما الشاعرة هند البقاعي ألقت قصيدة نثرية بعنوان (زرع فاسد) التقطت ماهيتها من الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، وجسدتها بلغة شعرية، رافضة تلك الواقع المليء بالغدر والخيانة وارتكاب الموبقات، مصطدمة فيه فلجأت إلى المجاز في التعبير عن مكنوناتها النفسية تقول:
الفتاه التي تزوجت عمداً
أنجبت من مضاجعة العمى
قلباً يختنق برائحة النشوة في الثانية الثالثة
للرجل الذي مسح وجه الخيانة بنواقصه
مقصلة ورمح
ظل يلمع بهما
حتى مات شنقاً بندمه
ليال الخريف القاسية
تشبه الذكرى الأخيرة من كل شيء
تمضغ لحمك
وتبصقه بعهر
دخان السجائر الذي اختنق برئة أحدهم
أراد أن يقول للطبيب لست المدين الوحيد
البكاء الصامت الذي صنع من حناجرنا
أصابع عقيمة شوه استعارات الشاعر
ورقص على عجزه ثم أهداه نصف دمعة حارة
حرقت القصيدة.