الملحق الثقافي- رجاء علي:
عندما بدأت ألمح خيوط الأنوثة
تنسج برفق وجهها الجميل
طلبت من أمي فستاناً قصيراً
شاهدت صورته في إحدى المجلات الفنية
التي كانت تحتل أرض غرفتي وسريري
لاأنسى كلماتها
وهي تطلب مني بحزم أن أبقى في دروسي
إن المستقبل لن يرحب بي
بفستان قصير
وإنما بشهادة وعلم وفير
بقي الفستان بذاكرتي
مزقت صورته في المجلة
وظلّ رغم ذلك يطل علي بسحره
عندما قرأت رواية الأسود يليق بك
لأحلام مستغانمي
تذكرته عاد يملأ مساحات أنوثتي
ملكت بعض علم وبعض شهادة
وصار الوقت مناسباً للفستان
لم تعد أمي تملك حق الرفض والقبول
صارت إرادتي من تحدد ماأريد
ولكنني لم أعد أرغب بشيء
ذهبت الأيام بسحرالأحلام
وحتى مذاق قهوتي اختلف
والموسيقا التي أحبها وفيروز الصباح ومجلاتي الفنية
وعقد الفيروز يزين رقبتي
كلها ماعادت تملأ فراغات روحي
أنا لست جميلة بما يكفي
لأمتلك حتى خطوط عينيه المرهقتين
من منعك عني
ياكل حلم غرس نصله في جسدي
في عيون روحي
العدد 1177 – 6 -2 -2024