مما لاشك فيه أن ثقافة المقاومة عبرالتاريخ مكنت الإنسان ليكون قادراً ليس في ساحة المعركة فحسب، بل ومبدعاً في الفكر والأدب والفن والثقافة، وقبل كلّ هذا، مكنته من امتلاك الذات، والانتماء الحر والواعي لوطنه وثقافته.
وهنا لايمكن أن ننسى دورالعديد من المبدعين والمقاومين مثل ابراهيم طوقان وغسان كنفاني وناجي العلي وعبد الرحيم محمود وكمال ناصر ومعين بسيسو وغيرهم ممن رسموا لنا الحياة من خلال أقلامهم وأشعارهم ولوحاتهم فعاشوا في وجداننا أحرفاً من نوروحققت إنتاجاتهم الأدبية والفكرية ارتداداً واسعاً لدى الأجيال القادمة.
اليوم أعادت نضالات شعبنا العربي الفلسطيني ثقافة المقاومة من جديد بعد فترة من الزمن ظنّ دعاة التطبيع أن القضية التي ناضلنا من أجلها قد انتهت إلى غير رجعة، وهذا ما جعل موجة الأدب الهابط وغير الهادف تطغى على الساحة لكن الأمر ليس كذلك أبداً .
لقد أعاد “طوفان الأقصى” جمرة الثقافة الأصيلة إلى الواجهة،لإننا كنا ومازلنا نؤمن أن المقاومة هي ملح الأرض، والتجسيد الأروع لإرادة الحياة الكريمة، والطريق الأمثل لتحقيق القيم الإنسانية، في زمن يحاول به الاستعمار الغاشم بكذبه وافتراءاته وخاصة على أرض فلسطين .
نعم، نتوق أن تبقى هذه الثقافة دائمة ومستمرة ،وأن تتنوع وتزداد قوة وصلابة وقدرة على التأثير الدائم والفاعل، بل ستبقى حيّة نابضة .. لأن الأمة التي لا تضحي من أجل ذاتها وهويتها ليست جديرة بالحياة .