الثورة-عمار النعمة :
ليست هي المرة الأولى التي يفوز بها نص للكاتب والمخرج سمير طحان فخلال الحرب الظالمة على سورية قدم الطحان عدداً من الأفلام المهمة التي اهتمت بالإنسان السوري والتركيز عليه فامتزجت فيها موهبته الكتابية كصحفي إضافة إلى نظرته الإخراجية التي يعمل عليها منذ سنوات بجد ومثابرة، فمثلاً سلط الضوء في فيلم (بوظة) الذي استغرق خمس سنوات قبل البدء بتصويره على أطفال سورية التي عانت من الحرب، والذين يجب الأخذ بيدهم وترميم أرواحهم وإعادة بناء ذواتهم بما ينعكس إيجاباً على مستقبل سورية التي نحب، ونعمل من أجلها، أيضاً قدم فيلم «اللعبة» عام 2015، وتطرق من خلاله لحياة المرأة السورية من جراء فقدانها شريكها وسندها في الحياة، وكيف استطاعت أن تتجاوز كل الصعوبات لتنهض من جديد وتتابع مسيرتها في المجتمع، كما قدم فيلم «إشارة حمرا» عام 2017 ليحكي من خلاله عن ضغوط الحياة بسبب الحرب، وما نتج عنه من تسرب الكثير من الأطفال بعيداً عن التعليم والمدارس لضرورة العمل وتأمين قوت يومهم مع أسرهم، داعياً إلى التحذير لضرورة الانتباه لهذه الشريحة وإيلائهم كل الرعاية والاهتمام، وبعدها جاء فيلم «رائد فضاء» عام 2018، وتدور أحداثه حول فقدان الأب لدى الطفل وقسوة الحياة على من لا سند له… وغير ذلك بكثير من الاعمال السينمائية والمسرحية، اليوم أنهى الكاتب والمخرج محمد سمير طحان العمليات الفنية للفيلم الروائي القصير الاحترافي بعنوان نجمة، من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وبطولة عدد من الفنانين والأطفال، وتم إطلاق الإعلان الترويجي الخاص به تزامناً مع الذكرى الأليمة لكارثة الزلزال الذي وقع في سورية في الـ6 من شباط الماضي.
وعن الفيلم الذي فاز نصه بمسابقة سيناريو سينما الأطفال عام 2015 قال طحان في تصريح لصحيفة الثورة: الفيلم يرصد أبعاد كارثة الزلزال على المجتمع السوري بشكل غير مباشر عبر قصة درامية أبطالها من الأطفال لنرى آثار هذه الفاجعة الكبيرة على نفوس وأحلام أبطال الفيلم ومن خلال عيونهم، نرى ما خلفته من دمار في البنية التحتية وفقدان الأحبة، مشيراً إلى أنه كتب النص ليعالج من خلاله ثيمة الفقد عند الأطفال عبر قصة طفلة تنزح عن بيتها مع أسرتها بسبب الإرهاب لتتولد لديها مشاعر الاشتياق نحو دميتها البعيدة والمحاصرة.
وأضاف الطحان: إنه مع وقوع كارثة الزلزال العام الماضي أجريت تعديلات على النص ليتواءم مع هذا الحدث المأساوي، وصار يتضمن طفلتين شقيقتين تعانيان من الشوق لدميتهما، وفي محور آخر كان لدينا أم مفجوعة بفقدان ابنتها.
يذكر أن الفيلم من تمثيل كل من الفنانين مي مرهج وفراس الفقير وعبير بيطار وآيات الأطرش، والأطفال شهد الشطة ويانا العائدي ونور الدين طحان وشارك في التمثيل محمد سعيد طحان ولين طحان.