الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
افتتحت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح معرض سورية الدولي للكاريكاتور العشرين، دورة الفنان الشهيد ناجي العلي، شارك فيه ٣٥٠ فناناً من ٦٣دولة تمَّ انتقاء ١٠٠عمل عُرضت في دار الأسد للثقافة والفنون.
وأشارت الدكتورة مشوح في تصريح للإعلاميين إلى أنَّ ناجي العلي فنان كاريكاتور عالمي فلسطيني ابتكر شخصية مازالت عالقة في أذهان الجميع، وتعتبر رمز الإنسان المقاوم، ويبدو أنَّه منكسر؛ لكنَّه يُقاوم بصمت وبثبات، إنَّه حالنا جميعاً في سورية بعد سنوات الحرب والحصار الذي مازال جاثماً على حياتنا، وما يحدث في غزة من جرائم منكرة مستهجنة لم تشهد لها الإنسانية مثيلاً.. لا في العصر الحديث ولا في العصور الغابرة ببشاعتها وهمجيتها.
ولفتت إلى أنَّ ناجي العلي شخصية رمزية وعنونت المهرجان العالمي للكاريكاتير باسمه لها أبعادها، والأهمّ محتوى اللوحات وعدد المشاركين يربو على ١٠٠ مشارك لكلِّ واحد منهم عمل، والأعمال متنوعة بمقاربتها وموضوعاتها منها المضحك ومنها المبكي، إنَّه جوهر العمل الكاريكاتوري الساخر لكنَّها السخرية المرّة أحياناً، السخرية من الإقبال والألم والديمقراطية الكاذبة لشعارات طنَّانة رنَّانة لاتستند إلى أي حقيقة، وتخلَّى عنها أصحابها بسهولة، وتتحوَّل إلى مجرد صور، منوِّهة إلى أنَّ السخرية من إعلام تحوَّل إلى سلاح قاتل، أحياناً يُدمِّر صاحبه ويُدمِّر الآخرين، والسخرية من فقر مدقع يتحوَّل إلى سجن لصاحبه؛ لكنَّ القناعة تجعل منه عنصر قوّة أيضاً، كلّه مختزل في الرسوم الكاريكاتورية المميزة جداً لمهرجان يتميز عن سابقاته حيث نقف أمام نقلة نوعيّة.
من جهته مدير المهرجان رسام الكاريكاتور رائد خليل أهدى المهرجان إلى ٥٠ دولة شاركت فيه؛ لكن على الرغم من الصعوبات وقف الكاريكاتور السوري أسوة بكلِّ أشكال الإبداع الوطني في وجه الثقافة المضادة، معتبراً الرسوم الكاريكاتورية لم تعد وسيلة للتفريغ والتنفيس ومخاطبة الغرائز أو المستويات الدنيا من الوعي؛ بل أصبحت سلاحاً قوياً في بلورة كثير من المواقف والقضايا الإنسانية والتحفيز على الفعل وردة الفعل، ويمكن أن يكون سلاحاً ذا حدين ولكنَّه مهم وفعّال ولايمكن أن تتخيل واقعاً إعلامياً أو ثقافياً لا يُمثِّل الكاريكاتور حقيقة دائمة.
كما وصف المعرض الفنان التشكيلي محمد الركوعي فقال: إنه جميل كُرِّس جزء منه لاغتيال الكاريكاتوري ناجي العلي، فعبَّرت اللوحات عن موقف المشاركين تجاه الشعب الفلسطيني والتضامن معه، وسميَّ المعرض باسمه، لأنَّه المقاوم بالريشة والقلم، وعكس كثيراً من المواقف والقضايا العالمية في أنحاء العالم كافةً، رسموا لوحات معظمها تقف ضد الولايات المتحدة الأمريكية لأنَّها أساس المشكلة؛ واللوحات منتقاة لفنانين عالميين، موضِّحاً بأنَّها عبَّرت عن مواقف الإعلام الغربي من أحداث فلسطين وشعب يذبح في قطاع غزة.
بدوره التشكيلي موفق مخول أكَّد على أنَّ المعرض جميل وناجي العلي فنان معروف صاحب قضية القضية الفلسطينية. رفع صوته عالياً من خلال الرسم والفن، وكان لديه رؤية مستقبلية للوضع الحالي المعاش في غزة، وتأثيره كبير على فناني العالم يصنع من الكلمة قصة كبيرة لها موضوع مهم.. ولرسام الكاريكاتير تأثير في القضايا الإنسانية والوطنية، لافتاً إلى أنَّ الرسام الكاريكاتيري رائد خليل قدَّم مشروعاً كي يُذكِّر الناس بأشخاص مهمين وجمعنا برسامي كاريكاتير قدَّموا لوحات عالمية.
ثم أعلنت نهاية المعرض أسماء الفائزين فاحتل المركز الأول إسماعيل بابائي من إيران والثاني أناتولي رودين من روسيا والثالث خافيير توري من كوبا وعبَّر جميع الفائزين عن مشاعر الفخر والاعتزاز بالمشاركة في معرض عريق وأعمال فنية ممتعة وأعربوا عن أهميَّة سورية باعتبارها مهد الحضارات والأبجدية وتحتل الرسوم الكاريكاتوربة فيها مكانة عالية.