فردوس دياب
تعتبر الرياضة من الأمور الضرورية والهامة التي يجب على الإنسان أن يقوم بها بانتظام لما لها من فوائد صحية وجسدية ونفسية، خصوصاً بعد سن الأربعين، والتي يعتبرها البعض بداية مرحلة جديدة من العمر يجب فيها الركون والخضوع لظروف الحياة وتغيرات الزمن.
ليست رقماً..
حول أهمية الرياضة على الصحة والجسد والنفس، تشير الاختصاصية الرياضية المدربة سيلفانا أسد أبو عيطة في حديث لـ “الثورة” : إن العمر مجرد رقم، ولكن الصحة ليست رقماً، ولا يعني أن الإنسان قد وصل لسن الأربعين أو حتى الخمسين أن يوقف حياته ويستسلم للظروف والزمن والأمراض، ويبتعد عن ممارسة الرياضة التي تعتبر الأهم في حياة الإنسان بعد سن الأربعين، ولاسيما عند السيدات، لما لها من قدرة على تحسين الصحة الجسدية والنفسية وتعزيز القدرات والمواهب والطاقات الإيجابية والتفاؤل، وتضيف إن الرياضة هي الخيار الأفضل للسيدات في هذه المرحلة، لأنها تضفي على المرأة السعادة وتمدها بروح التفاؤل، وهذا بدوره ينتقل إلى أسرتها، فالمرأة بحاجة إلى تجديد وشحن طاقاتها من أجل أن تستكمل دورها الهام والرئيس في الأسرة، سواء أكانت زوجة أم أماً أم أختاً أم ابنة.
تنمية المهارات
والرياضة – بحسب المدربة أبو عيطة- هي الاستثمار الأول في الصحة، وأن أفضل الأشخاص هم من يقومون بممارسة الرياضة طيلة حياتهم، فالرياضة تجعل القلب شاباً مع تقدم العمر وتجعل الوجه ناصعاً، وهي تساعد في تنمية المهارات وبناء وتقوية الجسد واكتشاف الكثير من المواهب والقدرات التي جهل البعض وجودها لديه.. ومن فوائد الرياضة على النفس والروح أيضاً زيادة الدافعية والحماسية والهمة، فالسيدات اللاتي يمارسن الرياضة يكن قادرات على فعل جميع الأعمال دون اللجوء أو الاعتماد على أحد، كما أنها تحسن من اللياقة البدنية والنفسية و تسمح بإقامة علاقات اجتماعية وطيدة ضمن بيئة ترفيهية نافعة، كما أنها تحسن الذاكرة، وتساعد على الحفاظ على مستوى المهارات العقلية الرئيسية، كالتفكير، والإدراك، والتعلم، واسترجاع المعلومات، خصوصاً مع التقدم في العمر..
هرمون السعادة
وبالنسبة لأفضل الرياضات للسيدات، أوضحت أبو عيطة أن أفضل أنواعها هي الآيروبيك، والمشي السريع، والجري، وركوب الدراجة، ولمدّة نصف ساعة يومياً، وبمعدل ثلاث إلى خمس مرات أسبوعياً، لأن ذلك يساهم بشكل كبير في رفع الفوائد الصحية، والعقلية للجسم، ويقلل من الإجهاد والشعور بالاكتئاب والتوتر، ويساعد على تحفيز إنتاج هرمون الإندورفين المسؤول عن تحسين المزاج، ويقلل من مستويات هرمونات التوتر في الجسم، مما يخفض احتمالية الشعور بالاكتئاب أو التوتر، كما أنّ هرمون الإندورفين يعمل على منح الشعور بالراحة، والاسترخاء بشكل أكبر بعد أداء التمارين الرياضية الشاقة..كما أن ممارسة الرياضة تعد من الأمور الهامة في الحفاظ على الوزن، وتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة الناجمة عن السمنة، كمرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكولسترول، وهي تعزز الثقة بالنفس، وتساعد على احترام الذات، وزيادة القدرة على التحمل، والشعور بالإيجابية، والطاقة المتجددة..
رفع الإنتاجية
وتابعت الاختصاصية الرياضية حديثها بالقول: إن الرياضة تعزز الصحة النفسية عند الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية، فهي قد تكون شكلاً من أشكال العلاج النفسي لهم، خصوصاً لمن يعانون من الاكتئاب، وفقدان تقدير الذات، كما يمكن أن تقلل من خطر التدهور المعرفي الذي يأتي مع الشيخوخة، إضافة لدورها في تقليل القلق عند المراهقين.. وعلى المستوى الأبعد فإن الرياضة ترفع إنتاجية أبناء المجتمع بسبب أثرها الإيجابي على صحة الفرد، فهي تساعده على التخلص من العديد من الأمراض التي قد تصيب جسده، والناتجة عن السلوكيات الغذائية، والحياتية الخاطئة، ومن هنا فإن للرياضة دوراً كبيراً وفعالاً في تحسين صحة الأفراد، وكلما تحسنت صحة الأفراد، تحسن معها أداء أبناء المجتمع، وقلت نسبة ومعدلات الأمراض الشائعة بينهم.
