الثورة – يمن سليمان عباس:
لم يكن الجولان في يوم من الأيام إلا عربياً سورياً ومنبتاً للرجال.. الرجال الذين رفضوا الهوان والذل والاحتلال، وكانت انتفاضاتهم بوجه أعتى عدوان، ومازالوا صامدين يقدمون التضحيات
وهوية الجولان عربية سورية كما يردد صغيرهم وكبيرهم..
بطولات الجولان كانت نغم الشعر وقيثارته، يقول زكي قنصل :
جولان يا بنت عم الشمس يحملني.. شوق لوجهك ما اطفئه يتقدِ
حضنتني أمس طفلاً وابتنيت غدي.. فكيف أمحوك من قلبي ومن خلدي؟
في كل شبرين من هذا الثرى… عبق من الشهادة أو شلوان من جسد
قضيت في ظلك الريان من عمري حولاً… هو العمر في صفو وفي رغد
لي في ترابك ذخر لست أرخصه… مهما افترقنا وماض كالرجاء ندي
لولا عيونك ما غنيت قافية… ولا تنقلت من ملد إلى ملد
يبرود حلم جميل أنت يقظته… ما أقرب الدرب بين القلب والكبد
يا إخوتي في ربى الجولان جرحكم… جرحي وزفرتكم من صدري الكمد
دار العروبة أنى يممت قدمي داري… وسكانها أهلي ومستندي
يا أمتي في فمي ماء سألفظه.. ما أبعد الغش عن قولي ومعتقدي
إن كنت تبغين في العلياء منزلة.. يا أمتي اتحدي, يا أمتي اتحدي
اما نازك الملائكة الشاعرة الرائدة في كل شيء، فهي ترى القنيطرة تعانق السماء وهي عروس الجولان وقد فضحت عدوان الكيان الصهيوني عليها تقول الشاعرة :
قال القمر:
حبيبتي القنيطرة
راجعة من السفر
أرجوحة للموت و الريح، ووجه مجزرة
و في مواني مقلتيها سفن غاربة محتضرة
قال القمر:
حبيبتي بعد سني غربة، قد رجعت من السفر
صيرها حقد العدو غابة
من مزق، حرائق، أشلاء
لكنما جراحها معطرة
يطلع منها قمر مقاتل
تخفق فيها راية منتصرة
من أجلها دماء قتلانا خوابي عسل مقطرة
**
سلمت يا حبيبة الجولان
وعشت يا غدائر النجوم، يا مراتع القطعان
يا نهر كهرمان
يا صلوات المغفرة
يا آية مبتورة في شفتي مرتل القرآن.
بدوره الشاعر اسماعيل مكارم يبشر بعودة الجولان بفضل تضحيات شعبنا ..
يقول الشاعر :
عائدٌ أنت يا جولان
عائدٌ أنت يا جولان
وأنت يا جولان مهما طالت الأبعاد، عائد يوماً مع هبوب النسيم.
إسماعيل مكارم
11 تشرين اول 2019
كلّ زهرةٍ تبتسِمُ لقدوم النهارْ
كلُ طيرٍ من طيور النَورس
يَعْشقُ شطآنَ البحارْ
كلُ سَمَكةٍ تعودُ لترعى صِغارها
في أعالي نهرها العَنيدْ
كلُ قطرةِ غيثٍ تغادرُ البَحْرَ
لتعودَ إليه من جَديدْ
كلُ جَدولٍ ومهما أعاقته الصّعابُ
سَيَصبّ يوماً في نهرهِ العظيم.
وأنتَ يا جولانُ
مهما طالتِ الأبعادْ
عائدٌ يوماً مَع هُبوبِ النسيمْ.