الثورة- مها دياب:
تعد اللغة العربية، الأصل والمرجع وعنوان هويتنا العربية، كونها تتميز بالدقة والوضوح والعمق، ونستطيع التواصل وتبادل المعلومات والتفاهم عبرها بكل سهولة ويسر، كما أنها تعتبر من أكثر اللغات الشعرية تعبيراً ودقة وبلاغة وتنوعاً، وقدرة على الوصول إلى قلوب وعقول ومشاعر مستمعيها.
ويمثل تعلمها للطلاب في المدارس أهمية كبرى نظراً لتنوع معانيها وأساليبها، بالإضافة لبلاغتها التي غلبت أي لغة أخرى، مما يساعد الطالب على التحدث بطلاقة، وتوظيف المصطلحات بالشكل المطلوب وصياغة العبارات ببلاغة.
من هنا جاءت فكرة احتفالية مصغرة في مدرسة جوزيف أبو زيدان الإعدادية في مدينة صحنايا بريف دمشق، كنشاط مدرسي محبب للتعريف بجمالية اللغة العربية، والقدرة على التواصل بها بسهولة بدلاً من العامية، والتعريف بشعراء الجاهلية وشعرهم المميز من خلال مسابقة ومناظرة شعرية، سميت “سوق عكاظ” ضمن جو من المرح والتشجيع من الجميع.
حماس وسعادة
الطلبة المشاركون، ومنهم: ساندي وسيان ورضا وساري وتالا وحيدرة ونور ومي ورشا وأشرف، عبروا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الاحتفالية الشعرية، لأنهم تعرفوا على الشعر العربي الأصيل وشعرائه، وحفظوا الكثير من الأبيات الشعرية لهم، وأصبح لديهم القدرة على نطق الأحرف اللثوية بطريقة صحيحة، كما عبروا عن فخرهم بالشعراء العرب عبر التاريخ.
مديرة المدرسة نور رزق أشارت في حديثها لـ “الثورة” إلى أهمية القيام بهذه النشاطات للتعريف بأهمية وجمالية لغتنا العربية وتشجيع الطلاب على استخدامها والتعريف بشعرائنا العرب القدماء وقصائدهم المبدعة العظيمة، وتشجيعهم على القراءة والدراسة والبحث عبر الإنترنت لتنمية قدراتهم العقلية واستغلال قدراتهم بما يفيد.
“سوق عكاظ”
المشرفة على تدريب الطلاب- المعلمة هويدا زهر الدين، قالت: إن هذه الاحتفالية جاءت انطلاقاً من أهمية اللغة العربية الفصحى، وبغية تعريف الطلاب في المرحلة الإعدادية كيفية التعبير فيها من خلال الشعر الجاهلي وتعريفهم بشعراء الجاهلية، وذلك من خلال احتفالية مصغرة سميت “سوق عكاظ”، حيث يقوم مجموعة من الطلاب بإلقاء الشعر بطريقة المنافسة والتباهي، وقد تم اختيار 7 طلاب كل واحد منهم اختص بشاعر من شعراء الجاهلية، مثل زهير بن أبي سلمى وامرؤ القيس، ونابغة الذبياني، والمتنبي، وعنترة بن شداد.
وأوضحت أنه تم طرح الفكرة على الطلاب والجميع كان متحمساً وعبر عن فرحته بالفكرة، وتم ترك الحرية لهم لاختيار الأبيات من خلال البحث عن الشاعر والاطلاع على حياتهم وأشعارهم في الغزل والفخر والاعتزاز، مبينة أن الموضوع كان في البداية صعباً جداً كونها المرة الأولى التي يقرؤون فيها الشعر الجاهلي بسبب صعوبة كلماته واختلاف التعبير قديماً عن الشعر الحديث، وتأثير اللغة العامية الشديد وانتشار واختلاف المعاني فيها، ما أدى إلى صعوبة فهم الأبيات الشعرية القديمة وصعوبة في نطق كلماتها، ولكن مع التدريب المستمر والجو المرح والتشجيع أصبح هناك متعة كبيرة من قبل الطلاب المشاركين، فكان كل صف يتدرب معنا ويشارك ويقرأ ويلقي الشعر ما شجع الجميع على المتابعة.
النطق السليم
من جهتها قالت المعلمة آمنة محمود: إن الهدف من الاحتفالية، هو تدريب الطلاب على النطق السليم ومخارج الحروف والتدريب الصوتي لإلقاء الشعر، من خلال اللعب والمنافسة، وكان الفائز الأكبر بهذه الاحتفالية اللغة العربية الفصحى، مضيفة أنه تم عمل مشهد تمثيلي بين الطالبة سارة الجارحي والطالب ميلاد الطويل من أجل شد انتباه الطلاب وجذبهم حول اللغة العامية المحكية للدول العربية وعدم فهمها واقتراح التواصل بالفصحى تمهيداً للمناظرة الشعرية.
بدورها المعلمة ريما قسام، شرحت لنا فكرة المناظرة، وهي عبارة عن إلقاء شعري بحرف الروي (آخر حرف صحيح في البيت الشعري) لتعريف الطلاب بأهمية اللغة العربية الفصحى التي تميز الأمة العربية وتجمعها، والفكرة كانت عبارة عن مناظرة شعرية بين الطلاب، حيث كل طالب ينهي البيت الشعري بحرف الروي، ويبدأ الطالب الآخر ببيت يبدأ بحرف الروي الأخير.