مقومات الطفل المسؤول

الثورة – أيمن الحرفي:

لكل طفل صفاته السلوكية وشخصيته التي تتباين بين طفل وآخر، فنرى الطفل الهادئ والآخر البشوش المحبوب من الجميع، وثالث المقدام الشجاع، ومنهم المبادر والمتعاون وفي الطرف الآخر نرى الطرف الغيور والطفل اللا مبالي ومنهم المتهور ومنهم من نراه خائفاً بشكل دائم وهكذا.
ولكننا نقف بإعجاب واحترام أمام ذاك الطفل المبادر، الناصح، النشيط، الشجاع، المبتكر كل هذه الصفات مجموعة بطفل نطلق عليه الطفل المسؤول.
هذا الطفل نتيجة تربية هادفة وسليمة ومنهجية من الأب والأم والمحيط بهذا الطفل، فالآباء هنا وبرهافة حسهم وحسن تقديرهم للوقت ونظرتهم لهذا الطفل وضعوا نصب أعينهم أنه أفضل استثمار للمستقبل تقدموا بخطوات جبارة بدأت بالتدريج من ألف الباء التربية المسؤولة الصارمة الممزوجة بالحب والعناء متسلحين بالحكمة التي هي القول والتصرف السليم في الوقت والمكان المناسب، وتدرجوا في إسناد طفلهم بمهام صغيرة، تطورت لوظائف أكبر، ثم لتحمل مسؤوليات قيادية في البيت، ومن أمثلة ذلك إعداد ترتيب البيت وتنظيم الأشياء فيه بعد ذهاب الضيوف على سبيل المثال، ثم تطورت لتكليفه بكتابة ما يلزم التحضير له قبل دخول المدرسة من قرطاسية وملابس، لتتطور المسؤوليات حسب العمر فما المانع من تكليفه بتعليم شقيقه الأصغر الأحرف والكلمات والأرقام باللغتين العربية والإنجليزية، وتركه يعتني بإخوته لمدة بسيطة مع مراقبته من بعيد بوسائل عديدة.


هذا الطفل عرف منذ صغره كيف يأكل بنفسه دون مساعدة أحد، صحيح أنه سيخطئ في المرة الأولى والثانية ولكنه سيتعلم من الأخطاء وسيتجاوزها.
كذلك تعليمه الوقوف بدلاً من الزحف، ومع مرور الأيام ستتطور المهام والواجبات كلما كبر في السن مع تعزيز عنوان هام في حياته بأنه مفيد وهام ونافع بعدما ننمي فيه روح التعاون والمسؤولية.
وعلى الطرف الآخر هناك من الأهل من أوصلوا أولادهم إلى الفشل والإحباط فهم يقومون بجميع الأعمال عن أطفالهم ولو بلغوا سن الثامنة والعاشرة فسيتعذب الطفل خدمة الآخرين له ويصبح اتكالياً وهذه هي البداية والمؤشر لفشله في المستقبل.
نعود إلى الناجحين مع أطفالهم فهم يلمسون النجاح بأيديهم عندما يرون تلك السعادة التي يعيشها طفله الذي كلفه والده بإصلاح شيء ما بالمنزل كإصلاح الصنبور الذي يسرب ماء فاحضر له الأدوات اللازمة وبدأ الإصلاح بإشراف والده ومساعدته، هذه العملية والمهارة لن ينساها الطفل طيلة حياته وسيكون متفرداً عن أقرانه بهذه الميزة وستجعله متحملا للمسؤولية وقادرا على مواجهة الحياة بصعوباتها ليعيش حياة سعيدة بحلوها ومرها.
وما المانع هنا أيضاً من جلب آلة أو جهاز بسيط بمكوناته ونقوم بتفكيكه ومن ثم إعادة تركيبه هنا سيعرف مكونات تلك الآلات والأجهزة وسيعرف أن نقصان إحدى مكوناتها سيوقف عملها وبالتالي تتعزز لدية سلوكية إتمام الأشياء والسعي للإتقان والكمال.
وحسب الدراسات البحثية فإنه كلما سمحنا لأطفالنا بتحمل المسؤولية ساعدناهم في بناء ثقتهم بأنفسهم وزدناهم قدرة على مواجهة مواقف جديدة أكثر صعوبة تتناسب وأعمارهم أو تزيد قليلاً.
يقول د. جيمس دبسون: (إن أروع نظرية على الإطلاق لضبط السلوك والتصرفات هي المسماة (قانون التعزيز) التي وضعها (ثور ندايك) فهي نظرية رائعة لأنها عملية، وزاد من أهميتها ما قام به د.ف سكنر الذي عرف المبادئ أو الظروف التي يعمل فيها المبدأ على نحو أفضل يقول التعزيز بكل بساطة “كل سلوك يحرز نتائج مرغوبة يتكرر حتماً” بتعبير أدق: إن أعجب الفرد بما نجم عن تصرفه فسيميل إلى تكرار العمل.. فلنبدأ من الآن بصناعة الطفل المسؤول.

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين