التعبير الكتابي ثمرة اللغة العربية الموجهة إبراهيم لـ«الثورة»: الفهم والاستيعاب الجيد يحتاج تعبيراً سليماً
الثورة _ بشرى سليمان:
يعد ضعف التعبير الكتابي من أهم المشكلات التي يعاني منها الآباء مع أبنائهم، لعدم امتلاكهم مهارات التعبير الجيد، وأحياناً الكتابة السليمة، مما يضطرهم- وبعد جدالٍ طويل إلى كتابة واجب التعبير أو معظمه- لتعويض ضعف المستوى الواضح لدى أبنائهم في القدرة التعبيرية، واستخدام المفردات والتراكيب، وترتيب الأفكار بطريقة صحيحة، والأهم من ذلك التخلص من عبارة (في يومٍ من الأيام) التي يعتبرها التلميذ كليشة جاهزة يمكنه أن يبدأ بها أي موضوع.
لمعرفة أسباب ضعف الطالب في التعبير الكتابي وكيفية تلافي هذه المشكلة الكبيرة التقت “الثورة” الموجهة الاختصاصية لمادة اللغة العربية فاتن إبراهيم لتعرِّف التعبير على أنه امتلاك القدرة على نقل الفكرة أو الإحساس إلى الآخرين كتابةً، باستخدام مهارات لغوية، مع الالتزام بقواعد الكتابة، وترى أن ضعف التعبير مشكلة خطيرة يعاني منها كثير من التلاميذ ليس في اللغة العربية فحسب بل في المواد الأخرى، ذلك لأن الفهم والاستيعاب الجيد يحتاج تعبيراً سليماً يوضح الإجابة عن أي سؤال.
وأوضحت أن مظاهر هذا الضعف تتجلى في شح الثروة الفكرية وضعف مخزون الأنماط اللغوية واضطراب الأسلوب، محمِّلةً مسؤولية ذلك للطالب والمدرس على حدٍّ سواء، فالطالب غالباً ما يعاني من ضعف الثروة اللغوية وعجزه عن التعبير عما يجول في نفسه من حاجاتٍ ومشاعر، يُضاف له ضعفهُ في الإملاء وضمور في خبراته وعدم الاستماع الجيد للآخرين والأهم من ذلك عدم إدراكه لأهمية التعبير، إذ يحسبه جهداً لا طائل منه خاصةً مع عدم وجود منهج لهذه المادة بمفهومه الشامل، وهذا ما أشعر المعلم والتلميذ بهوان هذه المادة.
نوع من الإهمال
وتشير الموجهة إبراهيم إلى إهمال بعض المعلمين لعملية المحادثة في الصفوف الدنيا وتقييد حرية التلاميذ، وعدم اختيار الموضوعات المناسبة لميولهم (الموضوعات مكررة كفصل الربيع والأم والمعلم)، وعدم تقويم المادة التقويم الصحيح، كما نجد أن كثيراً من المعلمين يتركون التلميذ يكتب موضوعه في المنزل، وهذا خطأ لأنه يعتمد على غيره غالباً، يُضاف إلى ذلك اتباع طرق غير سليمة عند تصحيح الكراسات، وبالتالي عدم تصحيح التلاميذ لأخطائهم في الموضوعات القادمة، وكذلك تهميش دور المكتبة المدرسية والتقليل من أهميتها ودورها في مادة التعبير.
مقترحات
واعتبرت موجهة اللغة العربية أن التعبير الكتابي ثمرة اللغة العربية، وهو مهارة مركبة يتم تعليمها انطلاقاً من الاهتمام بها والتحضير الجيد لها، وحث التلميذ على استخدام ما مرَّ به في دروس القراءة والمحفوظات والنصوص ومكافأته بالإطراء والثناء، وعلى المعلم اختيار موضوعات التعبير التي تتفق وميول الطلاب، وتجعلهم يشاركون في وضع عناصر الموضوع وأفكاره، وعدم تقييد حريتهم وجعل المناقشة هي السمة الأبرز في الحصة تجنباً للملل، مع التدرج في الخطوات، وليت الطالب هو الذي يحاول معرفة الدرس عن طريق الأسئلة، وكذلك ربط مادة التعبير بالمطالعة والقراءة وزيارة مكتبة المدرسة وزرع حب القراءة في نفوسهم، كذلك الاهتمام بتصحيح موضوع التعبير ونشر المواضيع المميزة في مجلة المدرسة، أو إذاعته في إذاعة المدرسة لحفز الهمم والتشجيع.