الثورة – آنا عزيز الخضر:
ﻻ يغيب عن أذهان المبدعين، وصناع أعمال مسرح الطفل التأكيد على أفكار ومقوﻻت، هي حقائق راسخة، ﻻيخفت بريقها على مر الزمن، وهي كنوز معرفية، يجب أن يدركها الطفل ويؤمن بها، ليضعها عنوانا لخطوات حياته، ويتميز العمل هنا عندما يرتبط بالعلم والمعرفة، وهما الزاد الحقيقي للإنسان، ونبراس الدرب، الذي يشق به طريق الحياة القويمة وطريق مستقبله الآمن..
هذه المفاهيم كانت المحور الأساسي للعرض المسرحي “النور” تأليف وإخراج عصام علام.
تصاعدت أحداث العمل بأسلوب مشوق للطفل، فيه القصة والحيوية والصراعات بين النور والظلام للإضاءة على مفارقات هامة، يجب أن يعرفها الطفل ليدرك التناقض بين حالتين، هما كالفرق بين الليل والنهار، مبيناً ضرورة الابتعاد عن مغريات ﻻ قيمة لها… وهذا ماعمل عليه العرض المسرحي،” النور” وحوله تحدث الكاتب والمخرج عصام علام قائلاً:
العلمُ نور والجهلُ ظلام، انطلاقاً من هذه الحكمة، قامت فرقة العراب للفنون المسرحية بعرضها النور، تناول العمل أهمية العلم لدى الأطفال، مبيناً الصراع الكبير، الذي يدور بين نورانية العلم وظلام الجهل، من خلال حب الكتاب الذي يشع نوراً، ويثمر مستقبلاً مشرقاً، أما الكسل وتضييع الوقت في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، واللهو في ألعاب الفيديو، التي بدورها تبعد الطلاب عن العلم، وتضيِّعُ وقتهم بشكل مبالغ فيه، فتقضي على مستقبلهم،
تضمن العمل لوحات كوميدية لطيفة، أداها ستة أطفال بطريقة إبداعية وحركات عفوية جميلة، لاقت استحساناً وتفاعلاً كبيراً من قبل الطفل المتلقي، ولعبت الإضاءة هنا دوراً هاماً لإظهار النور، الذي ينبع من الكتاب في المشاهد، التي ناقشت قضية التعلم وأهميته، فمن خلال الإضاءة ثم كتمها برزت الظلمة أيضا فجسدنا مثالاً على الجهل والكسل.
وفي نهاية العمل يصل الأطفال إلى ضالتهم عن طريق إحساسهم بالخطر على مستقبلهم.. فكانت العودة إلى رشدهم وكتابهم، الذي لا بديل عنه في تحقيق طموحهم وأهدافهم نحو مستقبل مشرق.