“سبر الأغوار ” في النقد التشكيلي للفنان والباحث حسين صقور

الثورة – رانيا حكمت صقر:

صدر عن وزارة الثقافة السورية الهيئة العامة للكتاب لعام 2024 كتاب جديد في النقد التشكيلي بعنوان “سبر الأغوار” للفنان والباحث  حسين صقور الملقب بالفينيق، تضمن الكتاب مجموعة من النصوص النقدية تناولت فنانين من جيل الرواد والأجيال القريبة منهم، وقد غلب على تلك الدراسات الطابع التحليلي القادر على سبر أغوار العمل وربطه بشخص الفنان وشخصيته، انصب اهتمام الناقد على ما هو غير مرئي في عمق العمل على اعتبار أنه الترجمة الحقيقية الأكثر مصداقية للخط والتكوين واللون ولرعشات الفرشات وللأشكال والرموز ودلالاتها.
استطاع الباحث صقور الكشف عن بعض الخفايا التي تعطي قيمة جمالية وإبداعية للعمل ضمن الدائرة الأوسع، كما استطاع مد جسور المحبة والإلفة بين الفنان واللوحة والمتلقي عبر سرد لغوي يتسم بالفرادة والخصوصية  وأسلوبه في التعاطي مع الموجودات حوله، وتتسم بالسلاسة القادرة على شد القارئ لمتعة المتابعة والقراءة كما نص شعري أو معزوفة موسيقية، قيمته الإبداعية حاضرة بحضور العمل التشكيلي وغيابه في آن، وبالتالي فقيمة الكتاب تكمن في قدرته على الخروج عن المألوف عبر قراءة مغايرة أعطت مفهوماً جديداً للنقاد.
قدم للكتاب الفنان والباحث التشكيلي أنور الرحبي مثمناً مايحمله من قيمة وإضافة مهمة لمساحة النقد وجاء في مقدمته والكتاب يتمحور في التفكير التحليليي المؤثر والاسترسالي من خلال الحواس الذاتية للمعطى، وإغناء الفعل بالتعليق على شفرة المبدع كمهارة وتكنيك  في الضروريات، كالضوء البارع، ككرمشة الثياب، الفعل المتقشف، الثراء في النسيج اللوني .
الباحث حسين صقور توقف في كتابه على جملة الأفكار المحسوسة والأجسام الكلية التي تشكل بما يسمى القوى الإبداعية في العمل الفني ورصد جملة المحاكاة من القوى اللونية إلى الخطية، بحكم المهارات المتشابكة في تجارب الفنانين ما بين اللون والخط والموضوع، وأكد على الوحدة العضوية والعين الرائية للأشياء الفنية بمرانة قوامها إغناء التبادلات الفعالة.
كما مر الباحث في مقدمته على كل التفاصيل التي رافقت مخاض الولادة للعمل، مصوراً تداعيات الذات المبدعة ومما جاء فيها
كانت الكلمات تسعفني، إذ تمطر في غيم أفكاري لتروى في قراءاتي النقدية والجمالية وفي كتاباتي القصصية، وفي حبر أشعاري ثم تزهر على صفحات بيضاء عطرت برحيق الروح على أمل أن تثمر في عقول القراء والمتابعين.
سعيت عبر جهدي المتواضع هذا لنقل ذاك العناق ما بين اللون والكلمة.. لتواكب الأخيرة القارئ بمتعة كل حرف وجملة، وليحقق الكتاب غايته من جهة تحليل الصورة البصرية وسبر أغوارها، ومن جهة الأسلوبية الإنشائية المترابطة والمستقلة عن الصورة البصرية في آن.
المبدعون هم القلة القليلة  الذين يستسلمون ويسلمون أنفسهم لتلك الومضات السحرية  التي تأتيهم من عوالم النور.
وختم المؤلف كتابه بسطور في التشكيل من وحي تجربته الخاصة كفنان لتحمل سطوره تلك قيما توجيهية للعاملين في مضمار الفن وللباحثين عن مكانهم ومكانتهم من خلال اللوحة.
وعن القيم التي يبنى عليها النص النقدي تحدث لنا الباحث الفينيق صقور قائلاً:
القيم التي يبني الناقد من عليها نصه مرتبطة باللوحة وبالموضوع والفكرة التي يود الفنان إيصالها  والمدرسة التي يميل اليها عمله الفني، وعلى هذا الأساس يأتي تقييم العمل، فهنا تتجلى قيمته من خلال رحلة الخط المتواصل والمتقطع المنكسر  والحاد، أو اللين الرفيع أو الغليظ وعبر إيقاعه المتبدل والأشكال المتوالدة عنه ومن خلاله بما تحققه من دهشة وغرابة، وفي تجارب أخرى يصير التأكيد على قيم اللون المتناغم  الشفافة والكتيمة الصاخبة والهادئة الحارة والباردة المتتامة والمتكاملة بكل ما تحمله من دلالات تعبيرية ونفسية وحسية، وعبر سعيها العفوي أو المقصود لتحقيق التوازنات على كل الصعد.. في أعمال أخرى نجد التركيز على عجينة اللون وسطح العمل وعلى التكنيك الخاص بالفنان وهو يتناول مواضيعه ما بين المنطقة الممتدة بين عولم الذات بكل مصداقيتها والعالم الخارجي بكل عقلانيته، فتراه يحلل ويبسط ويحور ويلغي ويعيد البناء والتشكيل بخطوط منبثقة عن ذاته المسافرة بين عالمين لنجدها تميل للعفوية والتلقائية حيناً وللرصانة المدروسة حيناً آخر ،وقد يسعى لتحقيق تلك العلاقة التوافقية بين جميع العناصر السابقة، خط، لون، سطح، تكنيك، تكوين شكل، والتي تتحقق من خلالها وحدة العمل وتماسكه.
كما أكد صقور على أن عدة الناقد هي ثقافته الشاملة ومتابعته الحثيثة للفن وتطوره محلياً وعالمياً، فالناقد هو فنان معلم على مستوى عال من المتابعة والتجريب، قادر على الإمساك بخيوط المشاعر والانفعالات  والخوض في الأساليب والتقنيات المميزة لكل فنان على حدة، إضافة لإلمامه بجميع العلوم الداعمة  وامتلاكه لناصية اللغة وأسلوب تعبير أدبي خاص يمكنه من إيصال نصه النقدي بسلاسة ومتعة.

آخر الأخبار
دمشق وباريس.. صياغة علاقات جديدة الشرع: سوريا اليوم ليست على هامش الخريطة .. ماكرون: استقرارها مهم ل... "رويترز": واشنطن تخطط لتشكيل إدارة مؤقتة في غزة بقيادة مسؤول أميركي   القطاع النسيجي يطالب بخطة معارض سنوية اتفاقيات لدعم الذكاء الاصطناعي وتطوير الاتصالات باريس وقاطرة الانفتاح على دمشق طرطوس.. تأمين مستلزمات الإنتاج والنهوض بالواقع الزراعي القنيطرة.. تأهيل كوادر "الشؤون الاجتماعية والعمل " بتقنيات الحاسوب رفضاً للتدخل الخارجي.. وقفة احتجاجية في صليب التركمان  "زراعة اللاذقية".. تفقد المناحل ومحصول القمح محطة تحويل عربين في الخدمة حمص: تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في حسياء "المالية" نحو إعادة هيكلية مديرياتها في المحافظات   شراكات صناعية على طاولة مباحثات سورية تركية لتطوير آفاق التعاون تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة