“تشاينا ديلي”: من أجل مستقبل عالمي أكثر استقراراً وازدهاراً

الثورة – ترجمة رشا غانم:
يمثل التقرير السنوي الستين لمؤتمر ميونيخ الأمني، بعنوان “الخسارة ؟”، تحولاً كبيراً من أفضل أوقات العولمة إلى ما يطلق عليه الآن أسوأ الأوقات، ويعني الانتقال عن التركيز على المكاسب المطلقة والتعاون المفيد للطرفين فيما بين الاقتصادات إلى حقبة تهيمن عليها المكاسب النسبية والمنافسة الجيوسياسية، ويلخص مفهوم الخسارة هذا التحول في المنطق الأساسي للنظام الدولي.
ولأكثر من عقد من الزمان، حدد مؤتمر ميونيخ للأمن موضوعه في تقاريره السنوية، حيث سلطت تقارير السنوات الأخيرة الضوء على مواضيع مثل “ما بعد الحقيقة، وما بعد الغرب، وما بعد الطلب”، ومع ذلك، فإن تقرير هذا العام يتعمق أكثر في الديناميكيات العالمية، ويؤكد على معضلة “الخسارة” التي تنبع من النظام المعيب بعد الحرب.
إنه يعكس استياء بلدان الجنوب العالمي والشمال العالمي، حيث لم تحصل الأولى على فوائدها المستحقة، والبلدان الغربية المتقدمة مستاءة من حصتها المتقلصة في الاقتصاد العالمي وتقلص رأيها في الحوكمة العالمية، حيث تستمد هذه الرواية من الجذور الثقافية للحضارة الغربية، التي تعتبر الطبيعة والقوة البشرية شريرة بطبيعتها، ما يؤدي إلى عقلية محصلتها صفر ونتيجة خاسرة، ويعكس الخطاب الذي استخدمه منظمو المؤتمر استراتيجية التنبؤ بأسوأ نتيجة ممكنة مع قبول حقيقة القضية على مضض، من خلال استخدام المخاوف العالمية للاستفادة واللجوء إلى الخطاب، بينما يهدف مؤتمر ميونيخ للأمن إلى تعزيز السلام من خلال الحوار وسط تنامي التنافس الجيوسياسي وعدم اليقين الاقتصادي، كما صرح رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن د.كريستوف هيوسجن.
ومع ذلك، يكمن وراء إنشاء المصطلحات القصد من توليد الزخم، فعادت روايات حقبة الحرب الباردة عن “الديمقراطية مقابل الاستبداد” إلى الظهور، في محاولة لتوحيد الغرب ضد خصوم متصورين مثل الصين وروسيا وإيران، إن تركيز مؤتمر ميونيخ للأمن المتزايد على الصين هو سر مكشوف، حيث يتم نشر مفاهيم مثل “الجنوب العالمي” و “إزالة المخاطر” لحرمان الصين من مكانتها كدولة نامية وإجبارها على اتباع شروط منافسة أكثر صرامة، حيث تهدف المزاعم والتحقيقات ضد الصناعات الصينية، مثل التحقيقات في السيارات الكهربائية الصينية والشائعات عن استخدام الصين “العمل القسري” في الصناعات في منطقة شينجيانغ الأويغور المتمتعة بالحكم الذاتي، إلى زعزعة استقرار الاقتصاد الصيني.
كما شهدت جلسات مؤتمر ميونيخ للأمن الأخيرة مناقشات حول الديمقراطية مقابل الاستبداد، والتي لاتهدف فقط إلى تعطيل العلاقات الصينية – الأوروبية ولكن أيضاً إلى تسييس المؤتمر، وتصوير الناتو والاتحاد الأوروبي كمنظمات وكتل اقتصادية ضد الاستبداد، إن العواقب المأساوية لسوء تفسير الديناميات الدولية في الماضي، كما يتضح من الأحداث الكبرى، تؤكد أهمية تجنب النبوءات وسوء التقدير، وبدلا من ذلك، هناك حاجة إلى الدخول في حوار هادف وفهم تعقيدات العلاقات الدولية.
تزعم القوى الغربية أن إنشاء الخطاب يهدف إلى توحيد الغرب، واستهداف المعارضين، وتعزيز “نظام دولي قائم على القواعد”، وعلى الرغم من أنه تم تسليط الضوء على دور الصين المهم في سلاسل التوريد العالمية والمعارك العالمية ضد تغير المناخ  فإن المخاوف الغربية بشأن أمن سلاسل التوريد العالمية ومحاولات الانفصال عن الصين تخاطر بتعطيل التجارة العالمية وإجبار الاقتصادات على وضع خاسر، كما تم التأكيد في تقرير المؤتمر لهذا العام.
الاتهامات الغربية- بأن استراتيجية الصين “المربحة للجانبين” هي في الواقع “الصين تفوز مرتين”- تحولت الآن إلى رواية “الخسارة”، ومع ذلك، فإن هذه الإجراءات تؤدي في النهاية إلى خسائر للبلدان الغربية، كما يتضح من الحرب في أوكرانيا، فمثل هذا السلوك غير المسؤول للسياسيين الغربيين يعطل قواعد السوق ويقوض مستقبل العولمة، ما يشكل خطراً على الاستقرار والازدهار العالميين.
هذا وتتطلب معالجة تغير المناخ تعاوناً عالمياً، مع الاعتراف بدور الصين المهم كمصنع عالمي، ومع ذلك، فإن جهود الغرب لتقليل اعتمادهم على سلاسل التوريد الصينية ستزيد من التكاليف وانبعاثات الكربون على مستوى العالم، فلايزال نصيب الفرد من الانبعاثات في الصين منخفضاً على الرغم من أن البلاد هي “المصنع العالمي”، وهو أمر لا تستطيع الدول الغربية تحقيقه.
في الختام، يؤكد فهم الغرب المحدود للحقائق العالمية، متأثراً بخطاب السياسيين، على الحاجة إلى فهم أكثر شمولاً ونهج تعاوني لمواجهة التحديات العالمية، وبتجنب سوء التقدير، وتعزيز الحوار، وتعزيز التعاون، يمكن للمجتمع الدولي أن يتصدى لتعقيدات المشهد العالمي المتطور وأن يعمل من أجل مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للجميع.
المصدر – تشاينا ديلي

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان