الثورة- غصون سليمان:
كيف تبدو اللغة لدى المعوقين سمعياً، وكيف يكتسب الطفل العادي اللغة؟
تشير الأبحاث والدراسات في هذا الجانب على أن الطفل الطبيعي يسمع الأصوات، والجمل والكلمات، وبذلك يتعلم فهم وإدراك معنى الأصوات المحيطة به، وبالتالي ينطق أصواتاً وكلمات وجملاً، مقلداً ما سمعه تماماً، فيبدأ بكتابة الأحرف في كلمات وجمل وينسجها على شكل أحرف صوتية سبق وتعلمها.
هذه الخطوات والمراحل كثيراً ما يحرم منها المعوق سمعياً، وخاصة الأصم منذ الصغر- وفق رأي اختصاصي التربية الخاصة في جامعة دمشق الدكتور آذار عبد اللطيف من خلال بحثه المرجعي حول تدريب وتعليم المعوقين سمعياً في المدارس العامة، لافتاً إلى أن الرصيد اللغوي الذي يكتسبه الطفل العادي قبل دخوله إلى المدرسة غير متوفر لدى الطفل المعوق سمعياً، وانطلاقاً من ذلك يجب أن يتمحور العمل الرئيس للمربي حول آلية تطوير لغة الطفل المعوق سمعياً، حسب تأكيد عبد اللطيف أن يعتمد على مدى تمكنه من كيفية تدريس اللغة الأساسية للطفل، وأهمية اتباع الأساليب التقنية الحديثة لتدريس اللغة للطفل الأصم وفق نقاط ثلاثة: إذ يتوجب على الطفل الأصم أن يصغي بواسطة السماعة أو ينتبه إلى قراءة الشفاه، وينطق مستعملاً هذا النطق للتفاهم والتواصل مع الآخرين، أيضاً على الطفل الأصم أن يقرأ حتى يتمكن من استعمال كتبه كوسيلة للإدراك والتفاهم والاتصال مع الآخرين.
ولفت إلى أنه كي يتمكن الطفل المعوق سمعياً وخاصة الأصم من أن ينطق اللغة بشكل صحيح، ينصح اختصاصي التربية الخاصة بمساعدة هذه الشريحة على فهم وإدراك الكلمات التي ينطقها الناس المحيطين به بواسطة السماعات، أو الاعتماد على لغة الشفاه، مع الإشارة إلى أن الاستعمال المتتالي للتركيب الصحيح لأي لغة يجب أن يكون متوافقاً مع الاحتياجات والمتطلبات الرئيسية للمعوق سمعياً، ما يعني بالضرورة تلخيص وتحليل متطلبات واحتياجات الطفل من اللغة ووضع تراكيب جملية منسقة، موضحاً أنه يمكن للمربي تزويده بكل ذلك وفق مبدأ التكرار وعليه استعمالها عدة مرات للتغلب على الصعوبات التي قد تظهر، ومن الأنسب البدء بالنماذج البسيطة ثم المعقدة.
كما يفضل تزويد الطفل المعوق سمعياً بمجموعة من الكلمات التي يتوجب عليه استعمالها، ولا ضير في استعمال أسلوب تفسير وشرح ما يدرسه المدرس للطفل من كلمات وجمل بحالات ومواقف عملية كي يسهل على الطفل فهم وإدراك معانيها بشكل سليم، حيث الهدف من هذه النقطة تدريب المعوق سمعياً ماذا يريد أن يقول.
وأضاف: إنه من الأنسب أن يتعلم الطفل المعوق سمعياً كيف يقول الكلمات والجمل حتى يتمكن الآخرون من فهمها، خاصة وأن العمل الأساسي لمدرس المعوق سمعياً ولاسيما الأصم خلق أغلب الحالات الممكنة لكي تكون لغة الطفل لغة مثلى ويتطور مستوى نطقه أيضاً، فاللغة يمكن أن توضح نفسها بنفسها بعدة طرق منها، طريقة الشفاه، القراءة والكتابة، الشكل الكتابي، التهجئة بالأصابع.
وسلط الضوء أنه ومن جهة ثانية يمكن تعليم اللغة الأم للطفل الأصم كلياً بواسطة اللغة الإنشائية الوصفية، أو قراءة الشفاه، وإن كانت الاستفادة من هذا الأسلوب محدودة للغاية لأن معظم مخارج النطق غير منظورة، والتدريب الخاص على النطق سيجد الأصم في طريقة قراءة الشفاه وتطويرها عوناً له، مما يحسن من لغته المكتسبة أيضاً.