الثورة – اللاذقية – نعمان برهوم:
عقد عمال محافظة اللاذقية مؤتمرهم السنوي بحضور رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال جمال القادري، ومحافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال.
وأكد رئيس اتحاد عمال اللاذقية منعم عثمان على الأثر الكبير للوقفة الوطنية الشعبية والرسمية التي جسدها أبناء سورية بمختلف شرائحهم وأطيافهم خلال استجابتهم لتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سورية العام الماضي.
وبعد استعراض أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد عمال اللاذقية سلسلة النشاطات والأعمال النقابية التي أنجزتها أماناتهم خلال العام 2023، وخطط الأمانات المستقبلية التي سيتم تنفيذها في العام الجاري، تقدم أعضاء المؤتمر بمداخلاتهم على ماورد في التقرير السنوي، مقدمين جملة من الطروحات البنّاءة التي أغنت أعمال المؤتمر وتقريره السنوي ولامست هموم الطبقة العاملة، حيث طالب المؤتمرون الحكومة باتخاذ الاجراءات التي من شأنها تقليل الفجوة بين الدخل والإنفاق للطبقة العاملة بالسرعة ذاتها التي يتم فيها اتخاذ قرارات رفع سعر المشتقات النفطية وأسعار المكالمات والاتصالات والكهرباء والمواد وغيرها، داعين إلى ضبط الأسعار في الأسواق، وتفعيل دور مؤسسات التدخل الإيجابي، والاهتمام المباشر والدائم بالقطاع الزراعي كونه طوق النجاة لتحقيق الامن الغذائي.
كما طالب أعضاء المؤتمر بتثبيت عمال العقود السنوية وفتح سقوف الرواتب وزيادة الاعتمادات للباس العمالي وتأمين وسائط نقل جماعي، وتساءل البعض عن أسباب إلغاء الحوافز الإنتاجية، معتبرين أن التوقف عن منح الحوافز مخالف للمرسوم رقم ٢٥٢ لعام ٢٠٢٢.
بدوره أجاب محافظ اللاذقية على ماورد في المداخلات بما يتعلق بنطاق عمل المحافظة، مشيداً بدور الطبقة العاملة عبر تاريخها النضالي في إعمار سورية وبنائها، والدفاع عن الوطن حيث قدمت الطبقة العاملة العديد من الشهداء والجرحى في معارك الشرف التي خاضها الجيش العربي السوري لتطهير الأراضي التي دنسها الإرهاب والاحتلال، كما كانوا الجيش الخدمي الذي أعاد بناء كل ما دمره الإرهاب في المناطق التي حررها أبطال الجيش.
وأثنى القادري على مداخلات أعضاء المؤتمر التي كانت غنية وواقعية ولامست هموم الطبقة العاملة، لافتاً إلى أن البعض مما طرح مرتبط بإجراءات محلية بالمحافظة، والبعض الآخر يتم متابعته بشكل مستمر من خلال تواجدنا كتنظيم نقابي في كافة مفاصل اتخاذ القرار، وأشار إلى أن التريث بموضوع الحوافز الإنتاجية كان بسبب حجم تكلفتها المادية المرتفعة، وقد رفعنا مذكرة لرئاسة مجلس الوزراء للعمل بالنظام السابق حتى يتم الرسو على أمر بالنسبة للآلية الجديدة لنظام الحوافز.
و نوه بأهمية المراسيم والقوانين الإصلاحية التي صدرت لإحداث المؤسسات والشركات القابضة العمومية والبدء بعمليات دمج لبعض جهات العمل المتشابهة بهدف تخفيف النفقات وتحديث وزيادة الإنتاج، وأشاد بدور القطاع الخاص في لعب دوره كرافد وداعم لعملية التنمية الاقتصاديةه والعوائق الكثيرة التي تعترض عمله كنقص حوامل الطاقة الأساسية وعدم قدرته على تأمين متطلبات العمل ووسائل الإنتاج وغيرها.
وعن الخطوات التي قامت بها المنظمة لمساعدة العمال أوضح القادري أن الاتحاد العام لنقابات العمال قدم مساعدات في العام 2023 بقيمة 20 مليار ليرة من موارده الذاتية واستثماراته واشتراكات عماله، وأطلق بعض المشروعات ومنها مشروع دعم دخل الأسرة العاملة الذي انطلق من مدينة اللاذقية بالتعاون مع هيئة دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة، وتدربت خلاله نحو 8000 عاملة على مهن منزلية تمارس فيها عملها في المنزل وتدعم دخل رب الأسرة ونحن اليوم بصدد مشاهدة نتائج هذا المشروع، كذلك إقامة دورات تعليمية مجاناً لأبناء العمال في الشهادتين الأساسية والثانوية ومنهم من نال العلامة التامة في الشهادة الثانوية وسيتم تكريمهم، وكل هذه الأنشطة تمول من الاتحاد العام بشكل مباشر .
وشدد القادري على ان الطبقة العاملة كانت عبر تاريخها دائماً وستبقى إلى جانب الوطن وخياراته وتغلب الشأن الوطني على أي شان خاص وكلها ثقة وأمل بقائد هزم الأعداء بحرب وجودية استهدفت بلدنا وسيكون قادراً بحكمته وحنكته وحسن إدارته واستشرافه للمستقبل على الخروج من هذا الواقع الاقتصادي الصعب الذي ينعكس على الشعب السوري عموماً والطبقة العاملة على وجه الخصوص مع الحفاظ على الحقوق والمبادئ والقيم الوطنية وبناء سورية القوية المتجددة.
وعلى هامش المؤتمر تم تكريم عدد من النقابيين القدامى في محافظة اللاذقية وأبطال الرياضة العمالية الذين اعتلوا منصات التتويج في البطولات على مستوى الجمهورية.
كما افتتح القادري معرضاً لتسويق منتجات المرأة العاملة ضمن مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة، عرضت من خلاله خريجات الدورات التي أقامها الاتحاد العام منتجاتهن المتنوعة والتي لاقت إقبالاً لافتاً من قبل الموجودين.