الثورة – ديب علي حسن:
قرن بالتمام والكمال على ولادة الشاعر العربي الكبير نجيب جمال الدين الذي لم يعترف بحدود صنعها المستعمر، وكانت سورية ملاذه ووطنه حيث أمجاد العرب.
قيثارة ولادة في لبنان وشدت في دمشق.
نجيب جمال الدين شاعر قل نظيره في كل شيء..
من سوء حظي أنني يوم زرته في منزله لإعداد حوار عنه كان قد أصيب بمرض أفقده النطق تماماً.. لكن لم يكن بد من إكمال مادة ما عنه بالتعاون مع أسرته.
اليوم تحتفي الأوساط الثقافية بمرور قرن على ولادته.
ولد نجيب مصطفى جمال الدين عام 1924، في بعلبك وتوفى فيها 2004.
من أعماله: حرائق على الثلوج- الكتابة على أعمدة الشمس- قصائد إلى عاصمة المدن الشرقية- المعلقات السود والذئب- النهر- رياح الآلهة- هدى- النهران- على ملحمة الإنسان الكبرى- النهر والمرايا- 1968، وجائزة فخر الدين من الجيش اللبناني.
وكما أشرنا وُلد نجيب مصطفى جمال الدين في مدينة بعلبك بلبنان وفيها ترعرع ودرس، حصل في وقتٍ ما على إجازة في التاريخ، وأخرى في الحقوق من جامعة دمشق حينما انتقل للعيش في شارع عطا الأيوبي بالعاصمة دمشق في دمشق.
بدأ نجيب جمال الدين مسيرتهُ المهنيّة مدرساً للأدب والنقد الأدبي والتاريخ والعلوم الإنسانية في الكلية الأرثوذكسية والكاثوليكية بدمشق، كما مارس المحاماة في العديد من الدول العربية والأوربية، كان خلال ذلك الوقت ينشرُ العديد من المقالات والقصائد وأذاع بعضها في إذاعات وتلفزيونات لبنان وسورية.
دراسات:
حول المرأة- خليل مطران- الشيعة على المفترق- كلمات من أوروبا البعلبكية- من آرائه
يقول نجيب جمال الدين:
“..ويسألونك عن الشعر اليوم، فقل فوراً بسقوطه في كل العالم، وخصوصاً في أوروبا وأمريكا..
الشعر، طردوه من أكبر جامعة حتى أصغر مقهى رصيف، والسبب كما حدّثتني سائقة تاكسي في باريس “وأنا فخورٌ جداً بهذا المصدر السارتري..” أن قطعة البفتيك أضحت أكبر، أكبر.. لذا صارت القصيدة أصغر.. أصغر.
أصحيحٌ قولهم: كلما انتفخت المادّة، ضَمُرَ الشـِّعر؟؟
الشعر في الغرب كله يجترّ أحلامَه تحت ظلال الصـِّفر لا في قطاع البرودة فحسب، ولكن في نطاق المساحة أيضاً، وبالفعل، فقد فرّ البعدُ الفكريُّ من الشعر لأنه لاحظ وقوعَه في شرك الترويج اللفظي واللعب…أيضاً!!
عندها صار الشعر يتخبط في مساحة النقطة وما زال.
ولكن ماذا عن الشرق، شرقـِنا بالذات؟؟ هو الآخر هنا في محنة، فالشعر في الشرق شِعران:
واحدٌ بسبب عبادة القبور، لم يزل يرسف في أصفاد القديم، وإن حاولوا تحريرَه رفـَـس… وآخر احدَوْدَث بطفرة، فكان كوليد الشهر السادس، عمره في الاحتمال، إن شاء اللــــه.”
في حب الشام..
وقل هي الشام لا خمر ولا جسد… حتى ولا الزينتان المال والولد
وقل هي الشام كاد الوجد يقتلني… والشام تحمل وجدي عندما أجد
من مطلع الشمس في أقصى الخليج إلى… باب المحيط وأهلي فرقة بدد
كأنني شاعر في موت أندلس… يقفو المعالم يرثيها ويجتهد
أو شاعر الطلل الراني إلى طلل… والدوح أقفر والعلياء والسند
أو أنني ذاك مع قنديله بضحى… يمشي يفتش عن شخص فلا يجد
واستوطن الكمد الشاتي على هدبي… وكنت يا شام صحواً فانتهى الكمد
خذني إلى الشام مالي غيرها أمل… لم يبق يا شام إلا الشام والأسد
رازوا فزانوا وقالوا كلمتان هما… وباشروا العدّ حتى أرهق العدد
وهج من الشام في كفيك وقدته… أشعل به الشرق غطى ليلنا البرد
خذني إلى الشام عمري اكبراه بها… أمسي ويومي وأرجو أن يكون غد
خذني إلى الشام إني غير منتجع… فيها الحصاد وأني غير من حصدوا
فأمي الشام كانت مذ أنا ولد… وأمي الشام حتى يهرم الولد
قد تكذب الشمس في صبح إذا وعدت… وتصدق الشام في صبحين إذ تعد
والشام تبقى بأفق الشعر كوكبه… والشاهدون أنا والعتق والجدد
والشام تبقى وردّ الله أعينهم… دار الصمود وتبلى عينه الحسد