الشاهر لـ «الثورة»: النقد هو الأساس.. به تنضح الرؤى ويفرز الغث عن السمين.. قطـــرة مـــن دم طفـــل فلسطينـــي أكبـــر مـــن كـــلّ مـــا نكتـــب

الثورة _ عمار النعمة:
عندما تلتقيه تشعر أنه يحمل مخزوناً ثقافياً لايستهان به، وما أن تحاوره فما كان شعوراً يصبح حقيقة، إنه عبد الله الشاهر الحاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية والدكتوراة في اللغة العربية، الأديب والشاعر والناقد الذي يحمل مقومات الفكر ، والذي قضى جلّ عمره في خدمة الثقافة والإبداع فكان الحصاد وفيراً ونوعياً ، ولايزال حتى الآن في قمة الألق والعطاء .

«الثورة» التقته فكان الحوار التالي:
ما حكايه كتابك الجديد ولاسيما أنه يحمل عنواناً فيه الكثير من المعاني والذكريات ؟
الحكاية أنه وصلتني رسالة من المغرب العربي يعتزمون فيها دراسة أثر المكان على المبدع أو الأديب أو المفكر وقد اختاروا من كل بلد شخصاً من هؤلاء وكنت أنا من سورية.
في الحقيقة لم يخطر ببالي منذ بدأت الكتابة أن أكتب عن المكان ولم يخطر ببالي مرة أن أقف على مفرداته، على ذاكرته، كنت أتذكر الأمكنة ولا أذكرها، أتجول في ذكراها ولا أوثقها أتصورها ولا أصورها، لم يدر بخلدي أنني ذات يوم سأقف في مواجهة مع المكان وذكرياته إلى أن جاءني هذا الخطاب من المغرب العربي يطلب مني أن أكتب عن مدى تأثير المكان في حياتي الأدبية.
صدقني هذا الخطاب فقد أيقظ فيّ الذات المكانية فكان المكان عندي سيلاً جارفاً وإذ بي وسط دوامة من الذكريات تنهش حضوري وتحبط غروري .
بمن تأثرت بمسيرتك الأدبية والفكرية؟
في الحقيقه أنا لا أؤمن بالتأثر بشخصية معينة لأن ذلك يؤطرك أو ينمذجك ويضيق مساحة الرؤية، ولذلك فانني نهلت من مصادر الأدب العربي بكلّ مراحله، ومن الأدب العالمي عيونه، ومن الفلسفة أعلامها، ومن الفنون مدارسها، حتى تكونت لدّي رؤية بانورامية عن الثقافة بمفهومها الشمولي حتى تخمرت أفكارها فأنتجت شخصيتي الأدبية التي هي نتاج كلّ هذه المعطيات، انا أكتب الشعر وأكتب الأدب والدراسات الفكرية والنقد وهذا يعني اتساع القاعدة الثقافية التي لم تتأثر بشخصية معينة .
هل تعتقد أن النقد بعيد عنّا بعض الشيء .. أقصد هنا في غياب النقاد ؟
نعم النقد بعيد عنّا بعض الشيء وذلك بسبب أننا لم نمتلك منهجية نقدية تحاكم النص بعيداً عن منتج النص أو صاحبه، ولذا فكان النقد ولايزال عندنا ذاتياً لا موضوعياً، وهذه إشكالية في الفكر النقدي العربي يجب حسمها، وهنا أقول يجب أن يشمل النقد جميع مناحي الحياة ولا يقتصرعلى الأدب فقط لأن النقد هو المرتكز الأساسي للتقدم ومن دونه نبقى نجتر أفكارنا وسلوكاتنا ونمطيات حياتنا .
هل تفضل كتابه النقد أو الشعر أو الأدب بشكل عام ؟
بالنسبة لي النقد عندي هو الأساس، لانه وعي الوعي وبه تنضح الرؤى ويفرز الغث عن السمين، ومن دونه تبقى الرؤى ضبابية لا يضبطها مقياس ولا يزنها ميزان، أما الشعر فهو حالة شعورية يأتي على فترات، وعلى الرغم أنني أصدرت أربع مجموعات شهرية لكنني لم أعلن عن شعريتي بل أنني سكبت شعوراً على الورق كان يجول بخاطري .
برأيك هل المجتمع العربي اليوم يميل إلى الشعر أكثر من القصة والرواية؟
الشعر له جمهوره الذي يعشقه ويطرب به، فهو شعور بأي شكل من الأشكال المصاغة، لكن اليوم تقدّمت الرواية على الشعر وهذا التقدم كانت له أسبابه ودوافعه ذلك أن الرواية في بنائها الدرامي عكست الواقع وحللت الكثيرمن القضايا الاجتماعية والفكرية وأجابت على الكثير من التساؤلات التي تدور في ذهن المواطن العربي ما جعلها تتقدم لانغماس الناس في جملة هذه المشكلات الذي ينشدون لها حلاً فكانت الروايه ملاذاً لهم .
ما رأيك بأدب الأطفال المقدّم حالياً وهل ثمة استسهال في تقديمه ؟
مباشرة أقول: إن هناك تقصيراً في أدب الأطفال وإلى يومنا هذا يعتبر أدباً هامشياً، علما أن أهم ما يجب أن ينتج في حياتنا الأدبية هو أدب الأطفال وعلينا أدباء ومؤسسات ثقافية أن نتلافى هذا التقصير وأن نولي أدب الأطفال أهمية خاصة.
أما في تقديم أدب الأطفال واستسهاله فأقول :إن الكتابة إلى الطفل هي من أصعب أنواع الكتابة ذلك لأن مفردات معجم الطفل يجب أن يراعيها الكاتب وأن يعي الفئة العمرية المستهدفة في الكتابة وأن يحرص على التشويق والإثارة وربط المعرفة بالخيال .
في ظلّ ما نشاهده من أحداث دامية في فلسطين مارأيك بأدب المقاومة وأين أصبح اليوم ؟
لنقف أولاً على أن قطرة من دم طفل فلسطيني أكبر من كلّ ما نكتب، لكن أدب المقاومة صدى ورؤيا حيث كُتب بأدب المقاومة الكثير وبجميع الأجناس الأدبية, لكن ما يجري في فلسطين من بطولات أدب المقاومة عندنا لا يرقى إلى الحدث وهذا يعني علينا أن نكتب, ونكتب لأن المقاومة تسجل بطولاتها على الأرض بالدم والأدب يسجل تلك البطولات بالكلمة الطلقة .

آخر الأخبار
الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار "أموال وسط الدخان".. وثائقي سوري يحصد الذهبية عالمياً الرئيس الشرع  وعقيلته يلتقيان بنساء سوريا ويشيد بدور المرأة جعجع يشيد بأداء الرئيس الشرع ويقارن:  أنجز ما لم ننجزه الكونغرس الأميركي يقرّ تعديلاً لإزالة سوريا من قائمة الدول "المارقة"   أبخازيا تتمسك بعلاقتها الدبلوماسية مع السلطة الجديدة في دمشق  إعادة  63 قاضياً منشقاً والعدل تؤكد: الأبواب لاتزال مفتوحة لعودة الجميع  84 حالة استقبلها قسم الإسعاف بمستشفى الجولان  نيوز ويك.. هل نقلت روسيا طائراتها النووية الاستراتيجية قرب ألاسكا؟       نهاية مأساة الركبان.. تفاعل واسع ورسائل  تعبّرعن بداية جديدة   تقدم دبلوماسي بملف الكيميائي.. ترحيب بريطاني ودعم دولي لتعاون دمشق لقاء "الشرع" مع عمة والده  بدرعا.. لحظة عفوية بلمسة إنسانية  باراك يبحث الملف السوري مع  ترامب وروبيو  مبعوث ترامب يرحب بفتوى منع الثأر في سوريا   إغلاق مخيم الركبان... نهاية مأساة إنسانية وبداية لمرحلة جديدة  أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان