الثورة- يمن سليمان عباس:
يروى أن أحدهم سأل أديسون عن سر تفوقه وإبداعه فقال: ثلاثة بالمئة موهبة والباقي اجتهاد.
لابد من بذور صالحة للموهبة ولكن هل تنمو هذه الموهبة دون أن يتصدى لها من يهتم بها ويأخذ بها إلى حيث يجب أن تكون، يصقل التجربة ويقويها.
وهنا نشير إلى الدراسات الكثيرة التي تناولت هذا الجانب مثل كتاب الدكتور فاخر عاقل تربية الإبداع وغيره.
نتوقف اليوم عند كتاب شيفرة الموهبة ونشير إلى ما طرحه في الأسئلة التالية:
هل الموهبة تُصنع؟ وكيف؟ نعم الموهبة تُصنع وحسب رأي المؤلف هناك عناصر أساسية لصناعة الموهبة منها:
إشعال الرغبة
وهذه تكون بإشعال رغبة التعلم بداخلك ويأتي عن طريق تشجيع الأسرة لأبنائهم أو انتشار لعبة أو مهارة أو مشاهدة فيديو يثير اهتمامك، فمثلاً في كوريا الجنوبية فازت إحدى لاعبات الغولف ببطولة كأس العالم، قبل هذا الحدث لم يهتم أحد بلعب الغولف في كوريا الجنوبية، ولكن إشعال الحماسة في قلوب الكبار والصغار أن يتعلموا هذه اللعبة، وبالتالي لماذا يكون عدد كبير من التمييز في الغناء والتمثيل؟ لأن وسائل الإعلام تسلط الضوء على هذه المجالات كنموذج للتميز والنجاح فتشعل الرغبة في قلوب الأطفال والشباب لهذه المجالات فإن كنت أباً أو أماً فعليك توجيه أولادك لتعلم عادات مفيدة وهادفة للمجتمع.
التدريب العميق
التدريب العميق يحتاج لمجهود صعب كي يتكون لدى الإنسان، فكل مهارة أو عادة أو سلوك تتمثل داخل مخ الإنسان على شكل دائرة عصبية تمر من خلالها الإشارات العصبية التي تمثل الأوامر التي يقوم بها المخ وتختص بمهارة معينة من خلال دوائر عصبية.
الدوائر العصبية هي مجموعة من الخلايا العصبية المتصلة ببعضها البعض، سرعة مرور الإشارات العصبية بين الخلايا يمثل مدى إتقانك لمهارة معينة وطريقة تنفيذها بالنسبة لك.
التدريب العميق يساعد على تشكيل مادة اسمها المايلون حول الروابط العصبية ولها فوائد كثيرة من أهمها سرعة مرور الإشارات العصبية التي تمر من خلال الروابط العصبية فكلما كانت طبقة المايلون أكثر سمكاً كانت سرعة الإشارات أعلى وبالتالي تنفيذ الفعل أو السلوك يكون سهلاً.
لذلك فإنك تعاني في بداية الأمر عند تعلمك عادة أو سلوكاً جديداً ثم بعد ذلك فإن الأمر يصبح سهلاً لدرجة أنك تفعله دون تفكير أو عناء أو مجهود.
فالكاتب يوضح لنا كيفية اكتساب المهارات وتكونها وإنها تصنع بالتكرار والتعلم من الأخطاء.
معلم أو مرشد
الإنسان قادر أن يتعلم بمفرده من خلل التجربة والخطأ ولكن في وجود معلم أو مرشد فإن ذلك يوفر سنوات من المجهود والمحاولات غير المثمرة، مثلاً سيبويه عالم النحو الشهير الكل يعرفه، لكن لا أحد يعلم الخليل بن أحمد الفراهيدي وهو معلمه، ومايكل أنجلو أحد فناني عصر النهضة والذي يوصف بأنه عبقري موهوب بالنظر لأعماله الرائعة في شبابه بدأ الرسم والنحت في عمر ست سنوات على يد معلمي مدينة فلورنسا، فكثير من الأحيان يتفوق التلميذ على معلمه ولكن بدونهم لا يستطيع الوصول لهذا المستوى من المهارات.
كيف يمكنني أن أكتشف موهبتي؟ تؤكد الأبحاث أنه ليس شرطاً أن يولد مع كل إنسان بصفة جينية مميزة ويظل طوال حياته يبحث عنها اعتقاداً منه أنه عندما يكتشفها، فهذا هو النجاح، فهذا ليس منطقياً فالموهبة تولد بالتكرار والمحاولة والإصرار عليها.
يقول اينشتاين في بعض كتاباته وقد ترجمت للعربية وهي تقول (الحكاية إني لست ذكيا جداً ولكن ذكائي إني أحاول حل المشكلات لفترات أطول).
ويذكر مايكل أنجلو عندما كان يعزف مقطوعة موسيقية وجاءته الملكة تقول له إنك موهوب وعبقري فرد قائلاً (لو علمت مقدار الجهد الذي بذلته في العمل لما اعتبرتني عبقرياً) مع العلم أنه كان من الممكن أنه ينسب الفضل في ذلك إلى موهبته ولكن أعتبر أنه ظلم لاجتهاده).
