الثورة _ رفاه الدروبي:
جسَّد الفنان التشكيلي سامر إسماعيل نفسه من خلال لوحات عكست أفكاره عن الحياة بما تحمله من تناقضات تضفي سحراً وجمالية، فكان الفن شكلاً من أشكال ترجمة الشعور ووسيلة تعبير تعتري مكنوناته وأحاسيسه في معرض ضمّ ٤٠ لوحة عنوانه “ذاكرة الأشياء” طرق فيه نهج المدرستين التعبيرية والرمزية مستخدماً ألوان الإكريليك.
وأوضح التشكيلي إسماعيل أنه قسَّم معرضه في صالة عشتار إلى ثلاث مجموعات: الأولى رسمها بأسلوب الحبر المستند إلى نهج الطباعة “الغرافيك” وتقتصر على اللونين الأبيض والأسود، بينما كانت مجموعته الثانية عبارة عن أشخاص تناول حياتهم المُعاشة إضافة إلى تجليات تعبيرية إنسانية، أمّا الثالثة فأطلق عليها الطاولة السورية العامرة والحافلة والمُرتَّبة أظهرها بفرش البيت والسجادة الحمراء وإبريق الشاي وشمعدان في ركنٍ من زوايا الغرفة، لكن المتلقي يتفاجأ في لوحة أخرى بأشكال مُتطايرة ومُبعثرة في أخرى على مختلف أرجاء اللوحة، تختلط مع بعضها البعض ليعكس فيها سنوات الحرب العجاف على سورية وما تركته من أثر لا يستهان به، لافتاً إلى تأثيرها على الواقع حيث قلبت المفاهيم رأساً على عقب بما يسودها من انفعالات وأحاسيس فكأنّها حوار داخلي ظهر من خلال المرأة والرجل كي يُجسِّد التأمُّل والانتظار والقلق.
اتجه إسماعيل في أسلوبه للمدرسة التعبيرية وأجرى نوعاً من الاختزال بحيث لا يبدو الشكل واقعياً ولا تجريدياً، وطغى عليه اللون الرمادي وتدرجاته ليضفي حزنه الدفين على الواقع وما اعتراه من تغيير جذري .