الثورة – عبير علي:
حروف.. حكايا.. وصور تسردها لنا لوحات الفنان التشكيلي بشير بشير ضمن معرضه الفردي الـ 33، المقام في صالة الشعب بدمشق، وحمل عنوان “ألف ليلة وليلة”.
يضم المعرض 25 لوحة من الجداريات، التي ميزتها عناصر مختلفة من (الحصان والطير والضاد والقاف وجميع حروف اللغة والشجرة والطبيعة، إلى جوانب نوافذ ملأى بصور أبطال، صنعوا حكايا عن أمجاد كثيرة)، تجعل المرء في حيرة من التساؤل والجمال، ونحن نتابع حروفها بريشة اللون وتمسكها يد فنان جعل منها موسوعة فنية تشع جمالا تشتهيه العين وتدفعك للتأمل أكثر.
وفي حديث لـ “الثورة” يشير الفنان بشير إلى أن معرضه الحالي مختلف كلياً عن معارضه السابقة، وأسماه “ألف ليلة وليلة” نسبة إلى حكايا وقصص وذاكرة ملأى تعج بتراكمات البيئة والأسرة والظروف الخاصة والعامة، والتي طرحها جميعها ضمن لوحة واحدة تظهر بطريقة مختلفة عن اللوحات السابقة.
ولفت إلى أن لغتنا هي لغة الضاد وبداية النقطة وبداية الخلق والكون، محاولاً أن يعكس نمطه وتراثه بشكل مناسب، لأن الفنان مرجعه الأساسي لبيئته وتراثه ومكانه وانتمائه للحاضنة الشعبية، حتى يتمكن من تطوير أسلوبه وفكره ضمن الحياة الواقعية التي يعيشها.
وأضاف أن معظم أعماله من الجداريات، لأن الأعمال الكبيرة بنظره هي موسوعة يضع فيها الفنان كل أفكاره، ويحسن توظيفها بطريقة صحيحة. فالعناصر المتواجدة ضمن مسرح اللوحة يراها بشير ضمن مسرح فيه كل الزخم والفكر الموزون فتكون اللوحة متكاملة وناضجة.
وعن انطباعه ذكر محمد زهرة مدير القناة السورية :بأن المعرض فيه الكثير من اللوحات، العابقة بالألوان وتعكس التراث الشعبي السوري، الذي استخدم فيه الحرف والرمز الأيقوني واللون الخاص، الذي أظهر فيه السيرة الشعبية التي عكست فكرة ألف ليلة وليلة.
فالفنان له دور في التوثيق وإعادة إحياء التراث، ورسالة الفنان بشير اليوم هي انعكاس للماضي والحاضر، في صوغ رسالة فنية عصرية تعطي عمق وقدرة الفنان التشكيلي على الوجود في الساحة الفنية اليوم وغداً.
عضو اتحاد الصحفيين الفلسطيني محمد ماهر، رأى أن المعرض تجربة جديدة من خلال دمج التكوين وإدخال الحرف مع اللون، وهذه اللوحات التي تحمل الألوان المبهجة المضيئة، وتحمل جميعا لوحة الحصان الذي يشير إلى القوة والأصالة والتاريخ والبقاء رغم كل المعوقات.
الشاعرة إيمان موصلي لفت نظرها دمج الحرف مع الألوان والأشكال، فالأدب دائما موصول مع بعض (الشعر يتصل بالأدب وكذلك العكس).
الفنان التشكيلي علي داغر لفت إلى أن الفنان بشير، ترك بصمة في عالم الفن التشكيلي، إذ تميز بها من خلال إدخال الخط العربي بفضاء اللون التجريبي، فالأعمال تحمل تنوعاً ثقافياً وتنوعاً بالأحرف عبر دمج الحرف بالرسم والكلمة.