الثورة – غصون سليمان:
تحتفي الذاكرة الوطنية اليوم بمناسبتين غاليتين في الوجدان الشعبي- ثورة الثامن من آذار ويوم المرأة العالمي.. ففي هذه الحقبة من الزمن تعززت مكانة المرأة العربية السورية بعامة والمرأة العاملة بخاصة، وتميز دورها ومكانتها بعد قيام ثورة الثامن من آذار، ثورة العامل والفلاح، فقد مهدت الطريق لخطوات النهوض الكبيرة بعد الحركة التصحيحية والتي فتحت آفاقاً واسعاً لدخول المرأة ميادين العلم والعمل وتحقيق تقدمها الاجتماعي وبناء ذاتها في مختلف الجوانب، من هنا كان اهتمام الاتحاد العام لنقابات العمال لافتاً لتفعيل دور المرأة لقناعته التامة أن مسيرة التطوير والتحديث والتنمية المنشودة لن تتم إلا بمشاركة فاعلة من المرأة العاملة، وهذا ما أكده السيد الرئيس بشار الأسد في خطاب القسم الدستوري أمام مجلس الشعب حين قال: “كل ما سبق يصعب تحقيقه إن لم تكن المرأة مشاركة فيه من موقعها للمساهمة في بناء حقيقي لا وهمي، فهي التي تنشىء وتربي الرجال والنساء وتهيئهم للمشاركة في بناء وطنهم، فهي التي تسهم في مختلف مواقع العمل والتنمية والتقدم، وهذا بدوره يتطلب أن تهيأ لها البنية الملائمة لكي تكون فاعلة في المجتمع وبالتالي أكثر قدرة على أداء دورها في التنمية.”
وباعتبار النساء جزءاً لا يتجزأ من الطبقة العاملة فقد أدى الاتحاد العام لنقابات العمال دوراً أساسياً في مجال دعم كفاح المرأة ورفع مستوى وعيها الثقافي والسياسي وتدريبها وتوفير الكثير من شروط ومستلزمات إدماجها في العمل، حيث وفر لها الرعاية الصحية والاجتماعية، ودعمها في ممارسة دورها النقابي ومشاركتها في جميع أوجه النشاط الذي تؤديه النقابات.
وانطلاقاً من ذلك فقد أسند الاتحاد العام لنقابات العمال من خلال تعميمه رقم ١٢٤ لعام ٢٠٠٣ مهمة الإشراف على لجان المرأة العاملة للمرأة النقابية المنتخبة في المكتب، فيما أسندت مهمة رئيسة لجنة المرأة العاملة الأمينة الثقافة والإعلام في اتحاد عمال كل محافظة.
ولعل الأهم في عمل لجان المرأة العاملة في التجمعات هو تتبع تنفيذ الخطط والبرامج المقررة وتفعيل دور النساء العاملات في جميع المجالات بهدف تقويم العمل وإجراء مسح لمواقعهن ووضع الدراسات بما يناسب طبيعة عملهن وقدرتهن على العطاء والإنجاز.
لقد أثبتت المرأة العاملة السورية قدرتها على التفاعل والانفتاح على كل ما هو جديد وإتقانه بما يحقق الفائدة على مستوى الفرد والجماعة.
لقد وفرت الدولة السورية بدءاً من الدستور وليس انتهاء بعمل المؤسسات والوزارات والاتحادات والنقابات المختلفة كل ما تطمح إليه المرأة باختصاصاتها المتعددة، ما جعلها صمام الأمان لأسرتها ومجتمعها في كل الظروف العصيبة، إذ بقيت مكافحة صامدة مدافعة عن حقها وعن قضايا بلدها في كل المساحات والمنابر السياسية والاجتماعية والثقافية، متسلحة بالعلم والعمل وتقدير الذات ودعم الجماعة. إنها المرأة السورية التي خاضت كل التجارب وخبرت بالفعل والممارسة كل مقتضيات الحياة بحلوها ومرها.
كل عام والشعب العربي السوري قيادة وجيشاً وشعباً بألف خير في شهر الخصب والعطاء.