الثورة – فردوس دياب:
على مساحات الوطن الشاسعة، كانت ظلالها الوارفة تحكي حكايات الوطن التي سطرت صفحاته بالعطاءات والتضحيات التي جعلت منها أيقونة عطاء وفرح وجذوة تضحية لا تنطفئ مهما تعاظمت الخطوب والمحن… إنها المرأة السورية، عيد الأعياد التي ستبقى رمزاً للفداء والكفاح والشموخ، فاكتسبت التميز والإبداع في مختلف الأدوار والمواقع التي تولتها، وكانت على مر الأيام والعصور محور الاهتمام والعناية والرعاية.
لقد شكلت المرأة السورية أنموذجاً حياً لخصب الحياة والإرادة الصلبة والتضحية بلا حدود، ورسمت بصمودها وعطاءاتها وتضحياتها عناوين الفرح والعزيمة والنور الذي أنار ظلمات الوجع والألم، فكانت شمس الوطن التي لا تغيب ولا يندثر دفئها أبداً.
هي رحلة كفاح طويلة، استطاعت خلالها المرأة السورية إثبات نفسها كركيزة أساسية في نهوض المجتمع وتقدمه وتطوره، انطلاقاً من حقيقة ثابتة وواضحة بأنها ليست نصف المجتمع، بل المجتمع كله، فهي صانعة اللبنات الأولى في كيان الإنسان وروحه وعاطفته، فكان دورها أساسياً وفاعلاً في البناء والنهوض والصمود ومواجهة كل المخططات والمؤامرات التي استهدفت الوطن.
وبرغم حصولها على معظم مكتسباتها وحقوقها، إلا أن طموح المرأة السورية لا يقف عند حدود، لأنه يرتبط بعطاءاتها وتضحياتها الكبيرة التي لا تزال تقدمها في كل ميادين ومناحي الحياة والعمل والكفاح.
لقد أثبتت المرأة السورية خلال الحرب الإرهابية على الشعب السوري ومن مواقعها المختلفة (الأم والزوجة والأخت والابنة والوزيرة والسفيرة والمديرة والنائبة والطبيبة والقاضية والمهندسة والصحفية والجندية والمعلمة)، أنها أحد الأسلحة القوية لحماية الوطن وصون ترابه وحماية وحدته الوطنية، فكانت في الخطوط الأمامية المتقدمة لمواجهة الإرهاب والعدو الذي تعددت أوجهه وأقنعته ووسائل إرهابه وإجرامه وتدميره، في مشهد تكرر على امتداد تاريخ المرأة السورية النضالي والبطولي.