الثورة – رانيا حكمت صقر:
تتحدث هديل كشور عن شغفها والرياح التي أعطت شراع كتاباتها اتجاهاً مذ تعلمت حروف الأبجدية، شعرت أن القلم أصدق أنيس والورق رفيق درب، ومن صفحات طالب عمران وحنا مينه، استلهمت روح الإبداع وعلمت أن لكل حرف وقعاً وحياة.
تروي الكاتبة كشور سيرة تجربتها مع الكلمة، مؤكدة على أن الكتابة بالنسبة لها كانت دائماً مجالاً لا متناهياً للتعبير عن الذات وكأنها تتحدث بلسان شخصياتها، ولم تكن لتبلغ هذه المحطة لولا السند الأمومي، أمها، التي كانت الصوت الذي يُسمع واليد التي تُرفع.
وفي قلب العاصفة التي عصفت بوطنها، رأت بأن الكتابة أصبحت نزيفاً للروح، وجدت فيها ألم الشاهد والمشاهد، وهي الابنة التي ترى بلدها كاللوحة التي يلوّنها الألم والأمل.
من روايتها الأولى “للقدر رأي آخر” التي تنبض بالواقعية، حتى “أرض البارافيين” التي طرزتها بخيوط من خيال، لا تجد هديل بأنها تخط شخصيات مهزومة بل شخصيات تجسّد صراع الحياة وكفاحها. وإن كانت الخسارة هي الإيقاع، فالخير بصيص الضوء الذي يُرجى انتصاره في النافذة التالية.
وها هي الآن تنسج فصول عملها الثالث “الفندق الخشبي ذو الأثاث الأبيض”، وترى أن كل يوم يكتشف الكاتب بعداً جديداً، فالكتابة رحلةٌ محفوفةٌ بالوجدان والمجهول.
وفي رسالتها الختامية، تودّ هديل أن توجه شكرَها العميق لقرائها الذين احتضنوا حروفها بالمحبّة والرأي، فمن أجلهم تطمح أن تبقى بصمتها وشماً على قلوبهم وعلى صفحات الأدب في سورية والعالم العربي.