الثورة- ترجمة ميساء وسوف:
بينما يتظاهر البيت الأبيض علناً بالقلق إزاء القتل الجماعي للمدنيين الفلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية منذ حوالي الستة أشهر، إلا أن البنتاغون قام خلال الأشهر الخمسة الماضية بتسليم عشرات الآلاف من القنابل المستخدمة لتسوية قطاع غزة بالأرض.
فقد أرسلت حكومة الولايات المتحدة سراً أكثر من 100 شحنة أسلحة إلى “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول الماضي، ما أدى إلى تأجيج الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة من خلال تسليم عشرات الآلاف من الذخائر الموجهة بدقة، والقنابل ذات القطر الصغير، والدروع الخارقة للتحصينات، والأسلحة الصغيرة، وغيرها من الأسلحة الفتاكة، وذلك دون الحاجة إلى إخطار الكونغرس.
وقال مسؤولون أمريكيون في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال (WSJ): “لقد نظمت الإدارة أكثر من 100 عملية نقل فردية للأسلحة إلى “إسرائيل”، لكنها لم تخطر الكونغرس رسمياً إلا بشحنتين تمت بموجبهما عملية مبيعات الأسلحة الأجنبية الرئيسية، والتي يتم تقديمها عادةً إلى المشرعين للمراجعة ثم يتم الكشف عنها علناً”.
تجاوز الرئيس الأمريكي جو بايدن الكونغرس للموافقة على عمليتي نقل الأسلحة اللتين تم الكشف عنهما علناً من خلال الاستعانة بسلطة الطوارئ.
ومع ذلك، ولإخفاء العشرات من عمليات النقل الأخرى، اعتمد البيت الأبيض على “آليات أقل علنية”، والتي تشمل “السحب من المخزونات الأمريكية، وتسريع عمليات التسليم المعتمدة مسبقاً وإرسال الأسلحة على دفعات أصغر تقل عن عتبة الدولار التي تتطلب من الإدارة إخطار الكونغرس”.
وقال جيريمي كونينديك، وهو مسؤول كبير سابق في البيت الأبيض والرئيس الحالي لمنظمة اللاجئين الدولية لصحيفة واشنطن بوست: “هذا عدد غير عادي من المبيعات خلال فترة زمنية قصيرة جداً، ما يشير بقوة إلى أن الحملة الإسرائيلية لن تكون مستدامة بدون هذا المستوى الكبير من الدعم الأمريكي.”.
وقال جوش بول، مسؤول وزارة الخارجية الذي استقال في تشرين الأول الماضي احتجاجاً على دعم واشنطن الأعمى لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، لصحيفة وول ستريت جورنال: “إن هذه التصرفات غير شفافة حسب تصميمها، إننا نوعاً ما نبني قضية المبيعات العسكرية الأجنبية بأثر رجعي، والتي قد تحتاج أو لا تحتاج إلى إخطار الكونغرس، اعتماداً على ما أخذوه وما هي الكميات، حيث لا يُؤخذ في الاعتبار مراجعة لحقوق الإنسان، ولا للتوازن الإقليمي، ولا لأي شيء آخر”.
وقال بول لصحيفة الغارديان في وقت سابق من هذا العام: “مراجعات سياسة نقل الأسلحة التقليدية التي من شأنها أن تحدث عادة في الأساس، هي كما يلي: خذ ما تستطيع، وسنقوم بتسوية الأمر لاحقاً.”.
وتأتي الاكتشافات الجديدة التي تشير إلى تواطؤ واشنطن العميق في التطهير العرقي للفلسطينيين جنباً إلى جنب مع تقارير في وسائل الإعلام الغربية تقول إن بايدن “ربما يفكر” في اتخاذ خطوات لمنع “إسرائيل” من استخدام الأسلحة الأمريكية في هجوم مخطط له على مدينة رفح جنوب غزة، حيث يلجأ أكثر من مليون فلسطيني بعد تهجيرهم بالعنف من منازلهم.
مع مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني منذ 7 تشرين الأول الماضي، أكثر من ثلثيهم من النساء والأطفال، واصلت واشنطن تقديم المساعدة العسكرية والسياسية لإسرائيل، بما في ذلك عرقلة قرارات متعددة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
كما تدخلت الحكومة الأمريكية للدفاع عن “إسرائيل” ضد اتهامات الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وكانت في طليعة الدول التي قطعت التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) رداً على حملة التشهير الدولية ضد “إسرائيل”.
المصدر- ذا كريدل