مع أول أيام شهر رمضان غلاء بالأسعار.. مواطنون من طرطوس لـ”الثورة”: سلل السورية الغذائية ليس بمقدور الجميع شراؤها
الثورة – طرطوس – فادية مجد:
مع قدوم شهر رمضان المبارك، شهر العبادة والتقوى، وما يحمله من خصوصية روحانية وإيمانية واهتمام من قبل الصائمين بوجبة إفطاره وسحوره، هناك ما ينغص فرحة الناس جراء لهيب الأسعار، والذي بات حديث الناس والمؤرق لهم في محافظة طرطوس كما هو حال باقي المحافظات، والذين باتوا على الرغم من تدابيرهم الاقتصادية عاجزين أمام غول الغلاء الذي عمّ كل شيء.
وفي جولتنا على بعض المحال التجارية وباعة الخضار ومحال اللحوم، وجدنا أن سعر الفروج وصل إلى ٣٧ ألفاً واللحم الأحمر ب ٢٠٠ ألف ليرة، أما البرغل أكلة الدراويش فوصل سعره إلى ١٢ ألفاً والأرز ب ١٧ ألفاً.
بينما سعر الأرز كأسماء تجارية فهو يتجاوز ذلك الرقم بكثير، ووصل سعر السميد والذي يكثر استخدامه في صنع الحلويات إلى ١٣ ألفاً، وليتر زيت القلي ب ٢٥ ألف ليرة، والعدس المجروش ب ٢٢ ألفاً، وصحن البيض ب ٤٧ ألف ليرة, أما التمور والذي يعتبر من عادات الطعام في شهر رمضان وللأسف أنواعه الموجودة في السوق غير جيدة فتبدأ أسعاره من ثلاثين ألف وما فوق.
وبالانتقال لأسعار الخضار الخسة الواحدة ب ٥٠٠٠ والبندورة والخيار بين ٧٠٠٠ و٨٠٠٠ والبصل اليابس بعشرة ٱلاف وربطة البقدونس بألفي ليرة.
وخلال جولتنا التقينا مع عبد الله حسن أبو أحمد وهو صاحب محل عصرونية والذي قال: أصبحت الأمور صعبة للغاية بسبب الغلاء الفاحش الذي وصلنا إليه والذي أصبح يتناسب طرداً مع الدخل، وأهمها كان ارتفاع سعر المازوت الذي كان “القشة التي قصمت ظهر البعير” حسب تعبيره، عدا عن أمور كثيرة أرهقت المزارع والصناعي والتاجر والتي أدت إلى رفع تكاليف الإنتاج أو العزوف عن العمل بشكل نهائي والذي بدوره يؤدي إلى نقص المادة وارتفاع السعر.
أما موظفو القطاع العام هم أيضاً يعانون ما يعانونه من شح الراتب الذي أصبح لا يغني ولا يسمن من جوع..
وتساءل أبو أحمد قائلاً: مع قدوم شهر رمضان المبارك هل بمقدور رب الأسرة مع نار الأسعار وقلة الدخل أن يعيل أسرته ويؤمن متطلبات الشهر الفضيل الأساسية، فلو أردنا أن يكون إفطارنا فقط شوربة عدس وصحن فتوش وصحن كبة نيئة من دون لحمة، فالتكلفة مرتفعة جداً، من دون حساب قيمة الزيت طبعاً، أما البرغل وهو وجبة الدراويش فوصل سعر الكيلو منه إلى 12 ألف ليرة، هذا ولم نقم بحساب تكلفة الغاز وتوابع تكاليف البيت لإعداد هذه الوجبة.
وتمنى أبو أحمد أن يتم بدل الإعلان عن سلة رمضان بسعرين وهما ليس بمقدور آلاف الأسر شرائهما، فسعرهما ليس بالقليل، إضافة لأن ما تتضمناه لا يلبي احتياجاتنا الأساسية في شهر رمضان، وقد كان بالإمكان تجهيز سلة رمضانية تلبي حاجات الأسرة من الأساسيات وتوزيعها بشكل مجاني على العوائل شديدة الفقر أو طرحها بسعر مدعوم يناسب أصحاب الدخل المحدود وما أكثرهم.
أما أم حسن فقالت: مع غلاء الأسعار وزيادة النفقات بدءاً بالخضار وليس انتهاء بالمواد التموينية، وما نلمسه من انخفاض القدرة الشرائية وتراجع مستوى الدخل يأتينا شهر رمضان في ظروف بتنا نترحم فيها على ظروفنا الاقتصادية خلال شهر رمضان من العام الماضي، ومن المعلوم أن الصائم بحاجة للتغذية بطبخات تعد أساسية بالنسبة له، وأبسطها تكلفة طبخة (شوربة العدس) بأكل صحي ومفيد على الأقل حتى والتي يتطلب إعدادها مع باقي مستلزماتها مبلغ أربعين ألف ليرة، ولهذا أمام الغلاء الكبير والذي طال كل شيء سوف نختصر، وتشتري البقوليات من عدس وبرغل وأرز وقمح وطحين بعشرة آلاف ليرة من كل صنف، فليس بمقدورنا شراء كيلو من كل صنف مما سبق وهي بقوليات لا غنى عنها لدينا نحن “الدراويش”، أما الزيت فنشتريه بشكل (فلت) ووصل بنا الأمر لشرائه بالكاسة، واللحوم الحمراء من المنسيات بسبب ارتفاع أسعارها، ليبقى لنا لحم الفروج نشتري بالقطع منه، أما طبق الفتوش والذي كان يعد من أساسيات إفطارنا فيكلف إعداده لعائلة من خمسة أشخاص من زيت وليمون وخضار وغيره ٤٥ ألف ليرة.