الثورة _ رفاه الدروبي:
وجد محمد خير كيلاني -ابن حمص القديمة- في إتقانه لفن أداء الحكواتي هواية التزم بأدائها منذ ثلاثة عقود، حيث يأتي إلى الخيام الرمضانية في الفنادق والحارات المختلفة في واسطة العقد، وغالباً يكون توقيته كحكواتي بعد صلاة التراويح، إذ تمتدُّ السهرة إلى فترة السحور فأغلب الزائرين يتناولون وجبة السحور ثم يغادرون إلى منازلهم.
وفي حديثه لصحيفة الثورة أكد أنه يركز في قصصه على حكايات التراث، مُتناولاً قصة عنترة العبسي والزير سالم وبني هلال في بداياته، لكنَّه وجد أنَّ رواياته لا تُجدي نفعاً مع مرور السنوات والأمسيات المختلفة لأنَّها لم تعد تحلو للناس باعتبارها تتضمن سرداً طويلاً بعيداً عن الواقع الحالي، ما اضطرَّه إلى تغيير سرد حكاياته بالاتفاق مع الكاتب نور الدين الهاشمي مؤلِّف القصص المعاصرة والموغلة في التراث، لتُشكِّل حالة إسقاط على الواقع المعاش والقضايا الواقعية بحيث يجعل عنترة ينزل إلى الأسواق ويلتقي بالزير سالم، ويجول داخل المعالم الأثرية والتاريخية، ويحكي عن الحالات الاجتماعية، بما فيها من عادات وتقاليد وقوة شرائيَّة في الأسواق، مُتناولاً كيفيَّة تأمين مهر عبلة.
كان الحكواتي محمد خير كيلاني يرتدي الملابس التقليدية المُؤلَّفة من السروال والدامر والدرّاعة والطربوش، لكنَّ ملابسه تغيَّرت في الأيام الحالية، فاقتصر على الجلَّابيَّة والمزويَّة السوداء، وبقي معتمراً طربوشه الأحمر حاملاً عصاه الخيزرانيَّة في يده لتنبيه الحاضرين من شاردي الذهن، من أجل متابعة ما يرويه كي يعودوا إلى التفاعل مع قصصه.
