الفنان السيد: المرأة شُرفتي التي أطلّ منها لفضائي التشكيلي

الثورة – عبير علي:
“البعد الخامس” هو عنوان المعرض الفردي للفنان التشكيلي وضاح السيد بدبي، ضمن سلسلة معارضه الفردية، الذي ترافق بإطلاق “فيديو البعد الخامس” غناء المطربة لينا شماميان، ولقد ركزت اللوحات ذات القياسات الكبيرة، على وجه أو جسد المرأة ضمن صياغة أسلوبية تقع بين التعبيرية والتجريدية، محافظاً على خطه الأسلوبي، حيث اتجه نحو المزيد من الاختصار والتبسيط والتجريد، وخاصة في الأقسام التي تحيط بوجه وجسد المرأة، بعيداً عن الإغراءات الاستهلاكية والتجارية.
آمن منذ البداية أن الفن هو العنصر الوحيد، الذي يقربه من الحضارة، ولهذا كرس عشقه المزمن للفن، الذي أحبه منذ طفولته، وكان موضوعه المفضل المرأة، وأصبح صاحب بصمة خاصة به، تتكرس يوماً بعد آخر لتؤكد خصوصيته وتميزه كونه يرسم بصدق وحب مطلق، ومتى وجِد الصدق وجِد التميز.
لإلقاء الضوء على تجربته الفنية، ومعرضه الأخير بدبي بالإمارات العربية المتحدة، كان لنا معه الحوار التالي:
* ما الجديد الذي طرحته في معرضك الأخير بدبي؟
إنه المعرض الفردي الخامس والعشرون، وفيه خصوصاً وصلت لابتكار تقنية لونية جديدة، أخذت مني سنين تجارب وخبرات، حتى أستطيع أن أقول إنها اكتملت، وأهم ما فيها أنها تخدم موضوع لوحتي بأعلى مستوى ممكن.
وعلى المستوى الفكري، حاولت أن أكون غير مباشر في تقديم رسالتي الفلسفية والروحية لكل متلقٍ أو مشاهد، رسالتي عن اكتشاف عالم روحي متسامٍ، عن عالمنا الغارق بتفاصيله المادية.
* أطلقت على معرضك “البعد الخامس”.. هل هو بعد افتراضي أم ملموس؟
البعد الخامس ليس وصف علمي، لعوالم موازية أو ما شابه.. لا.. البعد الخامس هو حالة نضوج متقدمة للوعي وللعقل المجرد، توصل صاحبها إلى السكينة والطمأنينة المطلقة، توصله إلى التوحد بالحب والفرح مع الكون المحيط به، وأهم ما فيها هو التخلي عن الرغبات أو الشهوات المادية أو الجسدية، والتماهي مع مخلوقات الكون الجميل والإحساس الغامر بالوفرة والاكتفاء.
* تتميز معارضك بالتركيز على إعلامية تقدمه، وإخراج كليب حوله.. ماذا عن ذلك؟
نحن بكل حال أبناء هذا الزمن، ولا مفر من الأخذ بحيثياته التي في رأس قائمتها، ما يدعى الترويج أو التسويق لأي مشروع فني وغير فني، إنها لغة العصر الذي نعيشه، ونحن لا نملك خياراتنا الشخصية فيه، ففي أي حالة من الرفض أو الاعتراض على تلك الحيثيات، ستكون العزلة والتهميش هي العقوبة.
لذلك.. أنا مضطر لتنفيذ كل ما صار متعارف عليه، في عالم تحكمه الميديا، ومواقع التواصل الاجتماعي، فقبل كل افتتاح، لابد من عمل فيديو “برومو” له مخرج محترف وإعلامية تقدمه، وتفاصيل أخرى لا مجال لذكرها هنا.
* المرأة حاضرة في لوحاتك الجديدة والسابقة ماذا تعني لك؟
المرأة كانت ومازالت، شرفتي التي أطل من خلال حضورها الرقيق والجميل، في لوحتي على أي موضوع أو فكر، أريد أن أعبر عنهما في فضائي التشكيلي.
فهي الملكة المتسامية حينا.. وهي الأم المضحية حينا آخر، وهي الحبيبة والوطن.. هي الكثير الكثير من عالمي الملون الصغير.
* ما العلاقة التي تربطك بطلابك؟
تجربتي مع الطلاب والطالبات، هي وبلا أي مبالغة أجمل ما هو نبيل و سامٍ في مشواري الفني.
أنا وفيٌّ جداً لهذه التجربة إلى أبعد حد ممكن.. أقدم لطلابي كل أسرار العمل الفني، ومفاتيح عالم اللوحة على طبق من ذهب “حرفياً”.. وأمهد لهم الطريق لأمكِّنهم في زمن قياسي، من الوصول إلى القدرة على ابتكار شخصيتهم الفنية في لوحتهم، وأقدمهم لصالات العرض، وإلى الآن تمكنت من عمل ثلاثة معارض خاصة لطالباتي الخريجات من مركزي.
* كيف تنظر إلى التشكيل السوري؟
من المؤكد أن تجربتي الحياتية في دول الاغتراب كشفت لي المدى الإبداعي المتقدم للتشكيل السوري عموماً، فنحن نملك إرثاً حضارياً وتاريخياً وثقافياً كبيراً، وهو بطبيعة الحال يفرز فئة ليست صغيرة، من المبدعين والمفكرين، المؤهلين لتقديم لوحة أو قصيدة أو كتاب، بأعلى مستوى ثقافي وإبداعي ممكن.
* كلمة أخيرة..
ثلاثون عاماً أو أكثر، مضى على افتتاح معرضي الأول في صالة عشتار.. ما أجمل أن أحصل على فرصة النظر لهم من تلة عالية.. النظر لتلك الطرقات الملونة، التي مشيت فيها بلا تعب ولا ضجر.. كنت دائماُ مشغولاً بتطوير عملي وتحريره من السائد والموروث.. البدايات كانت عن علاقة الموسيقا باللون وتأويلات تلك العلاقة بصرياً.. ومنها انعطفت إلى الشعر والكلمة ووصلت منها للأغاني.. ثم انعطفت باتجاه عالم الروح والتصوف، بكل حيثياته من التسامي والتطهر والارتقاء، وحالياً صارت لوحتي تتوحد فيها كل تلك الخبرات والتجارب، لتقدم عالم وضاح الخاص والفريد إنه عالم البعد الخامس..

آخر الأخبار
"بوابة العمل" تصنع الفرص وتستثمر بالكفاءات المعرض الدولي لإعادة الإعمار فرصة جديدة للبناء في سوريا "المركزي": تفعيل التحويلات المباشرة مع السعودية يدعم الاقتصاد لجنة "سلامة الغذاء" تبدأ جولاتها على المعامل الغذائية في حلب "إعمار سوريا": نافذة الأمل للمستثمرين.. وقوانين قديمة تعوق المسيرة محافظ حلب يفتتح ثلاث مدارس جديدة في ريف المحافظة الجنوبي تعاون بين "صناعة دمشق" ومنظمة إيطالية لدعم التدريب وتأهيل الشباب الرئيس الشرع يبحث مع الأمير بن سلمان التعاون الثنائي آلية جديدة لخفض تكاليف إنتاج بيض المائدة في دمشق وريفها  سوريا تعلن اعترافها الرسمي بجمهورية كوسوفو دولة مستقلة وذات سيادة  الرئيس الشرع خلال جلسة حوارية في الرياض: السعودية تشكل أهمية كبرى للمنطقة وسوريا ركيزة أساسية لاستقر... 2500 فرصة عمل في ملتقى بوابة العمل الرابع بدمشق "الرياض 2025".. ضوء أخضر لجذب الاستثمارات العالمية إلى سوريا الشرع يلتقي السواحة وأبو نيان والجاسر في الرياض خبير نفطي يقترح خطوات إنقاذية لقطاع النفط المتهالك الوفد السوري يشارك في لقاء النخب الاقتصادية بالرياض عاصم أبو حجيلة: زيارة الشرع للرياض تعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة دمشق الذكية.. من ماروتا وباسيليا إلى مدينتين خضراوين "تقانة المعلومات": خطوات ثابتة نحو أمن رقمي متكامل مشاركة سوريا في "مبادرة الاستثمار" رسالة اطمئنان للمستثمرين