الثورة – عمار النعمة:
عبر التاريخ سجلت المرأة السورية حضوراً لا يضاهي حضوراً آخر، فمنذ أسطورة عشتار آلهة الخصب والجمال، مروراً بزنوبيا ملكة تدمر إلى يومنا هذا كانت المرأة في سورية جزءاً فاعلاً في حياة المجتمع.
بدأت مشاركة المرأة السورية في الحياة العامة منذ نهايات القرن التاسع عشر، وتعمقت هذه المشاركة في أوائل القرن العشرين ومنتصفه فلم تقتصر مشاركة النساء في الشأن العام على العمل للدفاع عن قضايا المرأة فقط، إذ تصاعد دور النساء في الحياة السياسية بعد الاستقلال وكانت المطالبة بحق النساء في الانتخاب والترشيح لتأخذ مكانها الذي تستحق.
في الحرب الظالمة على سورية لعبت المرأة السورية دوراً كبيراً، فكانت العاملة والطبيبة والفلاحة والأديبة وكانت أم الشهيد وأخته وزوجته التي ناضلت وصمدت وانتصرت من أجل إرادة الحياة وعزة الوطن وقداسته.
هذه الأيام يحتفل السوريون بعيد المرأة التي تستحق وبجدارة الاحتفاء بمسيرتها وإنجازاتها في ميادين الحياة كافة، فهي التي اختصرت الوطن بعيونها فجابهت الظروف الصعبة وتحدت المعوقات، إيماناً وسعياً لتوفير حياة كريمة لها ولأبنائها.
المرأة السورية التي سهرت الليالي وكابدت ما كابدته هي بلاشك المثال الأرقى للعطاء الحقيقي النقي، ورمز للخصب والعطاء، فهي التي نذرت نفسها لصناعة الفرح، وإدخال البهجة إلى الأرواح الظامئة، فأكملت المسيرة رغم مصاعب الحياة وأملها الوحيد نشر المحبة والنقاء في كل بيت ومكان.
في عيد المرأة نحتفي بهن ونقدم آيات الشكر والحب والامتنان بوصفهن الأجلّ بين البشر، نحتفي لنعبر عن فخرنا بما قدموه وأنجزوه فكن بحق أيقونات صنعن الغد والمستقبل الأجمل والأبهى.. فكل عام وسوريتنا والمرأة السورية بألف خير وعطاء وإبداع.