نعم يجب أن تتغير ذهنية التفكير .. و تتبع مؤسساتنا أساليب أخرى في طريق التعاطي مع الملفات الحساسة و نقلب نقاط الضعف إلى ” قوة “..
خلال أزمة متعددة الأبعاد عصفت بنا على مدى 13 عاماً من حرب إرهابية وحصار اقتصادي وممارسة بعض الدول سياسة ممنهجة للتجويع… كل ذلك باعتقادي كان كافيًا لمؤسساتنا ووزاراتنا أن تغير طريقة تفكيرها وأسلوب تعاطيها وتبتكر سياسات استثنائية من أجل التقليل من تبعات هذه السياسة الإرهابية الاقتصادية و تحويل الحصار إلى نقطة قوة في اقتصادنا للاعتماد على الذات و الاكتفاء الذاتي ليس بالزراعة فقط بل في جميع المجالات..
نحن بلد زراعي وتتميز سورية عن غيرها من الدول بوفرة وتعدد الأصناف الزراعية والتي شكلت نقطة قوة حقيقية في مواجهة الحرب الإرهابية سواء العسكرية أم الاقتصادية وكان الفلاح السوري في خندق واحد مع الجندي العربي السوري من خلال استثماره للأرض وزراعة كل شبر فيها..
ما نشاهده في السوق السورية أنه ليس هناك غياب لأي مادة زراعية في الأسواق .. لا بل هناك وفرة تفوق الطلب.. والمشكلة هنا تكمن بغلاء مستلزمات الإنتاج و الذي ينعكس على أسعار السلع و المواد..
ورغم ذلك المواد أرخص من مثيلاتها في الأسواق المجاورة .. و هنا تكون المشكلة الثانية و المتمثلة بانخفاض الأجور و عدم قدرة المواطن على مجاراة السوق و تأمين متطلبات عيشه بيسر…
الموضوع الآخر الذي يمكن الحديث عنه و الوقوف عنده طويلاً ما يخص الزلزال الذي ضرب سورية في شباط 2023 و الذي كشف مدى تقصير الجهات المعنية في عدم تأمين متطلبات هكذا كوارث طبيعية و أخذ الحيطة المستقبلية …. اليوم و مع مرور عام على الزلزال ماذا فعلت الجهات المعنية..
هل تعلمت من الدرس و قامت بتأمين و استدراك النواقص من معدات و أدوات ضرورية لهكذا حالات ..؟!
الذي حصل في مغارة الدلبة بمنطقة الدريكيش يؤكد أننا ما زلنا نائمين بالعسل ..و أننا لم و لن نتعلم من الدروس رغم قساوتها …
نحن بحاجة إلى سياسات استثنائية كوننا نمر بظروف استثنائية.. و هذا لن يكون إلا عبر تطوير الفكر والسعي لاختراق فتحة في الجدار..
الاستسلام للواقع لن يغير من المعادلة بشيء.. و لن يحلها .. و الاستكانة للواقع هي أولى أسباب الهزيمة الداخلية…
فلنعمل من أجل سورية جميعًا للوصول بها اقتصاديًا و خدميًا إلى مستوى تعليمات و توجيهات القيادة السياسية…