صحيح أن الإنسان ليس بالخبز وحده يستمر، ولكن الأكثر صحة أنه لولا الرغيف لما كانت الاستمرارية والرغيف بمعناها الواسع تعني كل الطعام من أبسطه إلى آخر ما في القائمة.
نعم بكل ثقة الخبز حاجة أولية وضرورية وهو خط أحمر في سورية كان ومازال ومع كل ما نهرف به من كلام حول الخبز إلا أن الحقيقة أنه فعلاً مازال خطاً أحمر من قبل الدولة.
وإذا كنا نرى من يهدر ويسيىء إلى استخدامه، فهذا يعود لأسباب كثيرة أولها انعدام الضمير والإحساس بالمسؤولية نحو النعمة.
والجائع حقيقة لا يفكر أن يكون موجوداً في ندوة أو أمسية ثقافية أو يبحث عن كتاب فكري أو رواية..ولا أن يتابع مسلسلاً أو فيلماً..هذه حقيقة تنعكس باستمرار على أي نشاط فكري يحدث.
يتساءل الكثيرون: أين الحضور..وكان قبل ذلك بعقود يملأ القاعة ..؟
مقارنة بسيطة ..قبل عام ٢٠١١م كنت تأتي من أبعد منطقة في المدينة ولا تدفع أكثر من ٢٠ ليرة ذهاباً وإياباً ..
اليوم تحتاج إلى أكثر من ١٥ ألف ليرة إذا استخدمت وسائل عادية وهي غير متاحة … هذا إذا كنت في المدينة فكيف بمن يأتي من الريف ..؟
في المقارنة بين الحرف ورغيف الخبز لن أنحاز إلى الحرف أبداً..
فلم يعد يطعم حتى بقايا أو كسرة من خبز ..
محاضرة في مركز ثقافي يصرفون تعويضاً عنها وبعد فترة لا يتجاوز الـ٣٠٠٠ ليرة سورية ..
أما في النشر فهناك مؤسسات حكومية مهمة تقوم بذلك لكنها مغلقة على الأحباب والأصحاب وعلى من …
ألم يقل مظفر النواب :
لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر ..فالجوع أبو الكفار..؟
نعم لرغيف الخبز لنصل إلى عتبات الحرف.