الثورة – لينا شلهوب
وسط أجواء ما بين القلق والترقّب والاستعداد، وبين الصعوبة والارتياح، قدّم طلاب شهادة التعليم الثانوي اليوم امتحان مادة اللغة العربية، المادة التي طالما اعتبرها كثيرون ميزان البكالوريا ومفتاح التصنيف الجامعي، وخاصة لطلاب الفرع الأدبي، كما أنها إحدى المواد الأساسية والمحورية في مسار البكالوريا، حيث توجّه آلاف الطلاب إلى مراكزهم الامتحانية، آملين في اجتياز أحد أهم اختباراتهم.
ووصفت الطالبة رنا الأحمد من دمشق، الأسئلة بـ”المنطقية”، مضيفة: النصوص كانت واضحة، لكن سؤال النحو أربكني، فيما بدا موضوع القضايا الاجتماعية سهل، إلا أنه استهلك مني وقتاً نوعاً ما .في المقابل، رأى الطالب يزن دقماق أن الامتحان كان أسهل من المتوقع، وقال بثقة: الأسئلة جاءت من صلب المنهاج، والتحضير المسبق ساعدني على الإجابة دون توتر، إذ تفاجأ بنوعية الأسئلة وشموليتها مع سهولتها. من جهتها، أوضحت الطالبة نور خليل أن الأسئلة كانت ضمن المتوقع، لكنها عبّرت عن صعوبة بعض الفقرات النحوية، مضيفة أن الوقت كان مناسباً، لكن بعض الأسئلة احتاجت إلى تفكير عميق. عدد من الطلاب توجّهوا بالشكر لوزارة التربية على منطقية الأسئلة، ووضوحها، واللافت أن أغلب الطلاب أجمعوا على أن عامل الوقت كان كافياً، رغم الحاجة إلى تركيز عالٍ لفهم بعض الأسئلة التحليلية.
تختبر ثلاث مهارات
من داخل قاعات الامتحان تحدّثت المراقبة سهى درويش عن حالة الانضباط العام والهدوء النسبي، مشيرة إلى أن الطلاب بدوا أكثر تركيزاً مقارنة بامتحانات سابقة، ربما لأنهم يدركون أهمية هذه المادة في تحديد مصيرهم الجامعي.أما من الجانب الأكاديمي، فقد علّق الأستاذ مازن الخطيب، قائلاً: أسئلة امتحان اللغة العربية تقيس قدرات الفهم والتحليل والتذوّق، وهي ليست للحفظ فقط، والامتحان هذا العام- بحسب ما اطلعت عليه- حافظ على التوازن المطلوب بين السهولة والتحدي، ويضيف: لا يمكن أن نتجاهل القلق المشروع الذي يرافق الطلاب في هذه المادة تحديداً، فهي تختبر في ثلاث مهارات: الفهم، والتحليل، والصياغة، مما يجعلها مركّبة بطبيعتها.
يذكر أن التحضيرات كانت مكثفة بحسب ما أفاد به عدد من المعنيين، إذ أشار البعض إلى أن مادة اللغة العربية تتطلب جهداً كبيراً نظراً لتشعب محاورها من نصوص أدبية وقواعد نحوية وبلاغة، إضافة إلى مهارة التعبير الكتابي. أما المراقبون في مراكز الامتحان، فقد أشاروا إلى التزام عام من الطلاب وجوّ هادئ ساد أغلب القاعات، وأكد أحد المراقبين في مركز ثانوية الباسل للبنات بدمشق: لم تسجل مخالفات تُذكر، والتلاميذ بدوا أكثر تركيزاً وانضباطاً مقارنة بأيام سابقة.
حديث الطلاب
مع نهاية الامتحان، بدت مشاعر الارتياح واضحة على وجوه كثير من الطلاب، بينما يواصل آخرون قلقهم تحسباً للمواد القادمة، آملين أن تسير على نفس الوتيرة من التوازن والوضوح. وهكذا، بين من وجدها فرصة للتألق، ومن رآها تحدياً صعباً، تبقى العربية – كما كل عام – حديث الشارع الطلابي، ومرآة تعكس مدى جاهزية الطالب، لا لحفظ المنهاج فحسب، بل لفهمه وتوظيفه أيضاً.