الثورة:
قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك إن حجر الأساس التالي على طريق التهدئة الدائمة في السويداء يتمثل في التبادل الكامل للرهائن والمعتقلين، موضحاً أن الترتيبات اللوجستية لهذه العملية قيد التنفيذ، وذلك عقب انتقال جميع الأطراف عند الساعة 17:00 بتوقيت دمشق إلى توقف مؤقت ووقف للأعمال العدائية، في سياق الجهود المبذولة لخفض التصعيد وترسيخ الاستقرار.
أكد باراك في منشور على منصة إكس أن احتواء الأعمال العدائية المتصاعدة لا يكون إلا عبر اتفاق جادٍ على وقف العنف، وحماية الأبرياء، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، والتراجع عن منطق الخطر والانتقام، مشدداً على أن التبادل الشامل للمحتجزين يشكل الخطوة العملية الأولى لفتح الطريق أمام الإدماج الوطني.
أشار باراك في رسائل سابقة إلى أن استمرار الاشتباكات في السويداء يزعزع الاستقرار ويغذي دوائر الثأر في عموم البلاد، موضحاً أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب برفع العقوبات عن سوريا كان خطوة مبدئية لإتاحة فرصة أمام الشعب السوري لتجاوز سنوات المعاناة التي تفاقمت منذ حقبة نظام الأسد البائد، وأن المجتمع الدولي يتابع بحذر متفائل مسار الحكومة السورية الناشئة برئاسة الرئيس أحمد الشرع وهي تحاول الانتقال من إرث الألم إلى أفق أمل.
أضاف باراك إن هذا الطموح ما زال هشاً، لافتاً إلى أن الأعمال الوحشية على الأرض تقوّض سلطة الحكومة وتعطّل أي مظهر للنظام العام، داعياً القوى المحلية في السويداء إلى التزام التهدئة وإتاحة المجال أمام المبادرات الإنسانية والسياسية الجارية.
وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء العميد أحمد الدالاتي قال لوكالة سانا إنه بعد جهود حثيثة بذلتها وزارة الداخلية تم التوصل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة المحافظة مؤقتاً بسبب الظروف الراهنة، مع ضمان تأمينهم الكامل وعودتهم الآمنة إلى ديارهم حال استقرار الأوضاع، مؤكداً التزام الأجهزة المختصة بفتح ممرات للدخول والخروج بما يخدم تثبيت الهدوء.
أوضح الدالاتي أن قوى الأمن فرضت طوقاً أمنياً حول السويداء لوقف الأعمال القتالية وحماية الممتلكات العامة والخاصة، معتبراً أن هذا الإجراء يشكل مساراً ضرورياً يقود إلى المصالحة وتعزيز الاستقرار في المحافظة التي تحظى بدعم سياسي وإنساني من الدولة منذ سقوط نظام الأسد البائد.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية في بيان رسمي خروج نحو 1500 شخص من عائلات البدو الذين احتُجزوا في مدينة السويداء خلال الأيام الماضية، مبينة أن العملية نُفذت بإشراف مباشر من العميد أحمد الدالاتي والعميد شاهر عمران قائد الأمن الداخلي في درعا، وبغطاء أمني مكثف لضمان سلامة المدنيين وتأمين انتقالهم إلى مناطقهم.
جاءت هذه التطورات عقب مواجهات مسلحة شهدتها السويداء أسفرت عن احتجاز مئات المدنيين من أبناء البدو داخل المدينة، وأكدت وزارة الداخلية أن جهود الوساطة التي قادتها الدولة هدفت إلى إطلاق سراح المحتجزين وتأمين عودتهم، في إطار حرص الحكومة برئاسة الرئيس أحمد الشرع على حماية جميع المواطنين وصون وحدة النسيج الوطني أمام محاولات التفتيت التي غذتها الحرب في سوريا.