الثورة – سيرين المصطفى
انطلقت في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي حملة خدمية تهدف إلى إزالة الأنقاض وفتح الشوارع المغلقة، في خطوة تسعى إلى إعادة نبض الحياة إلى المدينة وتسهيل عودة الأهالي إلى منازلهم، وذلك بمشاركة الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” وبالتنسيق مع إدارة المنطقة والمجلس المحلي وفعاليات تطوعية من أبناء المدينة. قال ليث العبد الله، وهو متطوع في مؤسسة الدفاع المدني بمركز سراقب، في تصريح لـ”صحيفة الثورة”، إن التحضيرات لإطلاق الحملة استغرقت أكثر من شهر، وشملت عمليات التخطيط والدراسة الميدانية لمواقع تراكم الأنقاض داخل المدينة، وقد تم التنسيق المباشر بين إدارة المنطقة والمجلس المحلي والدفاع المدني لتنظيم العمل وضمان نجاحه. أوضح العبد الله أن الحملة كان من المقرر أن تنطلق في وقت أبكر، إلا أن اندلاع حرائق واسعة في الساحل السوري استدعى تدخل فرق الدفاع المدني للمشاركة في عمليات الإطفاء، ما تسبب بتأجيل بدء العمل حتى السادس عشر من تموز الجاري. وبحسب خطة العمل، تمتد المرحلة الأولى من الحملة على مدار أسبوع، يتم بعدها تقييم النتائج لتحديد إمكانية التمديد أو تعديل الخطة. وتشمل المرحلة الحالية إزالة الأنقاض من الشوارع الرئيسية، والسوق وامتداداته، بالإضافة إلى الطرق الفرعية المرتبطة به، على أن يجري لاحقًا التوسع إلى باقي أحياء المدينة. أكد العبد الله أن تمويل الحملة اعتمد على صندوق خيري تم تجهيزه من قبل أهالي سراقب من أصحاب القدرة المالية، في مبادرة تعكس روح التعاون الأهلي والمجتمعي. كما يشرف المجلس المحلي وإدارة المنطقة على تنفيذ الأعمال اليومية للحملة، التي تبدأ من الساعة التاسعة صباحًا وحتى السادسة مساءً. وأشار المتطوع إلى أن الحملة تسعى إلى إزالة الأنقاض المتراكمة في الأحياء، لما تسببه من أضرار نفسية وبيئية، إذ تساهم في تراكم النفايات وتجمع الحشرات الضارة، كما تعرقل أعمال البناء وتمنع الأهالي من تجهيز منازلهم. ولفت العبد الله إلى أنه يتم الاستفادة من بعض الأنقاض في فرش الطرقات داخل المدينة وفي محيطها، غير أن حجم الدمار الهائل في سراقب وحجم الأنقاض الكبير يطرح تحديًا حقيقيًا، خاصة أن التبرعات المتاحة قد لا تكفي لإزالة جميع الركام. وختم حديثه بالتأكيد على أن الحملة تمثل بداية واعدة، وأن تضافر الجهود الشعبية والرسمية يبقى السبيل الوحيد لتجاوز آثار الدمار واستعادة الحياة الطبيعية في المدينة.