الثورة-ترجمة هبه علي:
يقول الخبراء: إن الاضطرابات في سوريا تهدد بهز تحالفات ما بعد الحرب وتفاقم التوترات الإقليمية، ومن المحتمل أيضاً أن يؤدي ذلك إلى تقريب البلاد من تركيا وإبعادها عن إسرائيل، التي كانت تتعامل معها بهدوء منذ سقوط الأسد، بتشجيع من إدارة ترامب.
قبل اندلاع الأزمة هذا الأسبوع بين إسرائيل وسوريا، وعلى الرغم من التاريخ الطويل من الشكوك بين البلدين، كانت إدارة ترامب تدفع قادتهما نحو تطبيع العلاقات، وعلى الأقل أن يتم التوصل إلى اتفاق محدود بشأن المسائل الأمنية بين الجانبين، واعترف المسؤولون السوريون بإجراء محادثات غير مباشرة مع إسرائيل، لكن نزع فتيل التوتر المستمر منذ عقود لم يكن بالأمر السهل على الإطلاق.
بعد سقوط الأسد، سيطرت القوات الإسرائيلية على منطقة عازلة تحرسها الأمم المتحدة في سوريا ونفذت غارات جوية على مواقع عسكرية فيما قال مسؤولون إسرائيليون إنها خطوة لإنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب دمشق، وقالت دارين خليفة، المستشارة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، إنها تعتقد أن إسرائيل كان بإمكانها الحصول على نفس النتيجة من خلال المفاوضات. لكنها قالت إنه من غير المرجح الآن أن تكون سوريا مستعدة لمواصلة السير على طريق المصالحة مع إسرائيل، على الأقل في الأمد القريب.
وقال كولن كلارك، الباحث البارز في مركز صوفان، وهي منظمة مقرها نيويورك تركز على التحديات الأمنية العالمية: “لا أعرف كيف يمكن للإسرائيليين أن يتوقعوا إسقاط القنابل على دمشق وفي الوقت نفسه إجراء نوع من الحوار الطبيعي مع السوريين.
مع ذلك، حتى بعد أحداث الأسبوع الماضي، يبدو أن إدارة ترامب لا تزال تأمل في إبقاء المحادثات قائمة، وتقول دوروثي شيا، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن المسؤولين الأميركيين “يتواصلون دبلوماسياً مع إسرائيل وسوريا على أعلى المستويات، لمعالجة الأزمة الحالية والتوصل إلى اتفاق دائم بين دولتين ذات سيادة”، وقالت شيا خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي الخميس “إن الولايات المتحدة لم تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة”.
خلال الحرب في سوريا، تحالفت الولايات المتحدة مع القوات الكردية في شمال شرق البلاد في حربها ضد تنظيم داعش، لكن منذ سقوط الأسد، بدأت الولايات المتحدة سحب قواتها تدريجيا من سوريا، وشجعت الأكراد على دمج قواتهم مع قوات السلطات الجديدة في دمشق، ولتحقيق هذه الغاية، وافقت قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد في آذار على اتفاق تاريخي من شأنه دمجها مع الجيش الوطني، لكن التنفيذ تعثر، وظلت نقطة الخلاف الرئيسية هي ما إذا كانت قوات سوريا الديمقراطية ستبقى وحدة متماسكة في الجيش الجديد أم ستحل بالكامل.
وتعتبر الحكومة التركية قوات سوريا الديمقراطية منظمة إرهابية بسبب ارتباطها بحزب العمال الكردستاني، الذي يشن تمرداً منذ فترة طويلة في تركيا، ولهذا السبب سعت منذ فترة طويلة إلى الحد من نفوذ المجموعة على الجانب الآخر من حدودها.
يرى كلارك أن التدخل العسكري الإسرائيلي الأخير في سوريا قد يحفز القادة في دمشق على التقرب من أنقرة، وقد يشمل ذلك السعي إلى إبرام اتفاقية دفاعية مع تركيا، وهي اتفاقية نوقشت ولم تنفذ بعد، وقال مسؤولون في وزارة الدفاع التركية، تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم وفقاً للإجراءات، إن أنقرة مستعدة لمساعدة سوريا في تعزيز قدراتها الدفاعية إذا طلب منها ذلك.