ثمة تغيير يحدث في العقل الغربي ولو كان هذا التغيير جزئيا، وثمة خطاب إعلامي على متن صفحات الإعلام الغربي مختلف عما كان قبل حرب “إسرائيل” على غزة.
بالأمس صادق البرلمان الأوروبي على قرار يدين بشدة تعطيل “إسرائيل” وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
القرار الأوروبي وبشكل مخالف للعادة ندد بمهاجمة “إسرائيل” لقوافل الإغاثة الإنسانية في غزة، ودعا إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار، وقبل القرار قال مفوض إدارة الأزمات في الاتحاد الأوروبي يانيز لينارتشيتش إن هناك مناطق في قطاع غزة تشهد مجاعة بالفعل.
الخطاب الأوروبي ضد الكيان الصهيوني ليس الأول فقبله ظهرت العديد من الخطابات، وبشكل مخالف للتوقعات، فيد غزة المجروحة الآن كشفت أقبح وجه يمكن أن يظهر به الكيان، وقتل الأطفال الذي حدث فيها فاق قتلى البراعم الصغيرة في كل بقاع العالم مجتمعة.
هذا الخطاب الذي يشير للجلاد لم يكن موجوداً من قبل، حتى صفحات أكبر المؤسسات الإعلامية التي كانت تغازل الكيان الصهيوني باتت تنشر أخباراً وصوراً منحازة بشكل أو بآخر لغزة الضحية، وحتى واشنطن التي ترعى الجلاد باتت تنتقد قوة السياط على جسد الضحية، طبعاً ليس من باب الإنسانية بل من باب عدم الوقوع في شراك خسارة الرأي العام الذي بات يلتف حول غزة.
السردية الصهيونية فشلت في إقناع العالم، وتحولت لسردية عدوانية دموية مفضوحة، والضحية الفلسطينية دمغت بدمها الجلاد وباتت تكتب بالدم الحار وبراعم الصغار المكسورة وتصف ما يحدث في غزة بأنها جريمة حرب فاقت كل الجرائم في التاريخ، ونجحت في تغيير الخطاب الأوروبي والعالمي حول غزة المظلومة.
منهل إبراهيم