الثورة – منهل إبراهيم:
من النكات السمجة التي تفتقت بها قريحة النظام الأوكراني أنه يريد عقد “قمة سلام” دون مشاركة روسيا، متجاهلاً أن موسكو هي الطرف الأساسي في معادلة الحل والسلام، فهي الطرف الذي يحاربه النظام الأوكراني والغرب الذي يدعمه، وإلا كيف يكون السلام ومع من دون مشاركة روسيا في صياغته عبر التفاوض والحوار.
نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، إيغور غوفكفا، صرح أن كييف تدرس عقد قمة السلام الأولى لحل القضية الأوكرانية “حصرا دون مشاركة روسيا”، مشيراً إلى أن “السلطات الأوكرانية تسمح بمشاركة موسكو في القمة الثانية بشروط معينة”.
وأضاف غوفكفا أن “أوكرانيا لديها موقف واضح للغاية، وهو لا يتغير، على الرغم من التصريحات التي تم الإدلاء بها، بالمناسبة، ليس هناك الكثير منها، لكنها موجودة بالفعل، وهو أن روسيا يجب أن تشارك بالفعل في هذه المرحلة في بعض الصيغ التي تتعلق بالقمة”.
ونقلت وكالة “أوكرينفورم” الأوكرانية عن غوفكفا قوله “إن روسيا لن تشارك بالتأكيد في قمة السلام العالمية الافتتاحية الأولى”.
ووفقا لزعمه، فإن هدف القمة هو تطوير رؤية مشتركة مع الدول المشاركة لتحقيق السلام في أوكرانيا.
وأشار إلى أنه “إذا كانت روسيا مستعدة لقبول مثل هذه الخطة، فإننا نقول إن هناك فرصة خلال القمة العالمية الثانية للحديث عن طرق وعناصر معينة لمشاركة ممثلي هذه الدولة في الجهود المشتركة لتحقيق السلام في أوكرانيا”.
وذكر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 8 آذار الجاري، أنه يعارض فكرة أردوغان عقد قمة سلام بمشاركة روسيا.
وكما ذكر الكرملين في وقت سابق، فإن الوضع في أوكرانيا يمكن أن ينتقل إلى مسار سلمي، شريطة أن يؤخذ الوضع الفعلي والحقائق الجديدة في الاعتبار، وجميع مطالب موسكو معروفة جيدا.
وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت لاحق إلى أنه إذا كانت أوكرانيا تريد عملية تفاوض، فلن تكون هناك حاجة إلى لفتات مسرحية، ويجب إلغاء المرسوم الذي يحظر المفاوضات مع روسيا، ووفقا له، فإن روسيا لم تكن أبدا ضد حل النزاع في أوكرانيا بالوسائل السلمية، ولكن بشرط ضمانات أمنية من روسيا الاتحادية.
في سياق متصل أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة بمساعدتها لكييف تدمر بنفسها ما تبقى من هيبتها السابقة، ونجاحات القوات الروسية في أوكرانيا سيضعفها أكثر فأكثر.
وقال أنطونوف في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”: النقطة الثالثة في تحليلي هي التوصيف السلبي للغاية لدور أميركا في الصراع الأوكراني، دور الدولة الراعية للإرهاب، دولة تشجع القتل والحرب، دولة تقوم بنفسها بتدمير ما تبقى من هيبتها السابقة، وكلما تقدمنا على الجبهة، كلما ضعفت أميركا وانهار النظام العالمي القائم على القواعد”.
وشدد انطونوف على أن التصريحات القادمة من واشنطن بشأن عدم رغبة موسكو المزعومة من إجراء حوار بشأن أوكرانيا لا تتطابق مع الواقع، مشيرا إلى أنه لو نفذت أطراف النزاع اتفاقيات إسطنبول المتفق عليها في عام 2022، لكان من الممكن تجنب مقتل مئات الآلاف من الأوكرانيين في ساحة المعركة.
وختم، قائلا: “كان من الممكن حل كل شيء سلميا، لكن هذا لم يناسب قيادة دول الناتو، وفي المقام الأول الولايات المتحدة وبريطانيا”.