الملحق الثقافي-رجاء شعبان:
« أكتبها باسمي وبإحساس أهل غزّة فلسطين»
يا حبيبي… منذ بعيد صمتُّ عن كلّ رغبة
بعد أن تعلّمتُ أنّ الدنيا أوهام..
فمن يتذوّقها كمن يتذوّق هشيماً يابساً..
ومن يحلم بها كمن يحلم ببوالين هواء!
يا حبيبي منذ خذلتني وأنا أستفرغ كل مشتهيات الحياة…
وتبقى لوحدها جميلة ذكرى صور غزل البنات
أعوّد نفسي كثيراً أن أعود أحبّها…
وأغرق من جديد في أوحالها…
وأتلذذ بموجوداتها…
لكن عبثاً، كلّه يسبب لي مأساة!
نعم سأصوم.. إن كنتُ لا أملك مقومات الصيام؟
لم يترك لنا العمر شيئاً يزاحمنا عليه أو يساومنا به…
فكل ما نراه يدعني أكثر أعود للظلام خطوات..
وليس عندي مستقبل مشرق أتطلع إليه…
وبصراحة لا أريد أن أُحْرِجَ بصيامي رباً كريماً..
أشاح بوجهه عنّي وكأنه يشير لي.. أن خفّفي عن حالك… واسرقي قليلاً من لذيذ اللحظات
لكني أقول له يا ربي:
لم أتعلم الخداع ولم تُطعمني من شجرة الغواية…
فكيف سأتلذذ بطقوس الأمل والرجاء
بالعودة من بعد طردٍ لجنةٍ كنتُ فيها…
وما اقترفتُ فيها من ذنبٍ لأخسرها هكذا…
و أدبّ على كوكبٍ كلّ مافيه رياء برياء؟!
لهذا أنا حائرة ماذا أفعل…
ولكني لن أفعل شيئًا وقد أصابني الشلل
وسرى النعاس بجفني…
وسافرتُ مضطرة من بردٍ إلى خمولٍ
يسند قليلاً عمري المتّكئ على قصبة …
لقد ماتت الحياة بعظمي
ولم يعد يسري دم بنسغي…
تستنزفني الأيام ولا تعوضني…
فأنا آسفة عن كلّ شيء
العدد 1182 – 19 -3 -2024