لم يبخلوا .. ولكن !!

الملحق الثقافي-حسين صقر:                     

لا نغالي إذا قلنا إن الحرب الإرهابية التي مازالت بلادنا تعاني منها، تركت آثاراً سلبية على المجتمع السوري برمته، ووضعت الجميع في ظروف لا تحمد عقباها، ولكن المصائب والمحن دائماً بحاجة لأشخاص يخففون من حجم المعاناة، وذلك من خلال ما يقدمونه، وكل من مكانه وحسب مجاله واختصاصه.
الكتاب والفنانون والمبدعون والممثلون والإعلاميون، لم يبخلوا من ساحاتهم و مواقعهم في التقليل من ألم الفاجعة التي ألمت بالسوريين، وقدم كل منهم ما استطاع وضمن الإمكانات المتاحة لينسى الناس ما هم فيه، وذلك من خلال كل ما يساهم في الترويح عن النفس، والدعوة للتفاؤل وشحذ الهمم وترسيخ الانتماء الوطني، ورفع المعنويات التي باتت تهبط يوماً بعد آخر.
وليس كل من قرأ أو سمع و رأى، يقتنع بعمل وجهود هؤلاء، لكن هذه الشريحة استمرت بتقديم كل ما لديها للمساهمة في تقليل حجم المأساة، وكان السواد الأعظم من المتلقين والمستمعين، يتساءل ماذا قدم هؤلاء، وفي الحقيقة، إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع، وليس بإمكانهم «إخراج الزير من البير» لأنهم لايمتلكون القرار، وليس دورهم إنارة النفق، ولكنهم يضيئون شمعة، ويتركون الباقي لأصحاب الشأن.
كثيرة هي البرامج التوعوية والثقافية والاجتماعية والخدمية، والدراما الهادفة والموجهة التي قُدّمت وعُرضت، وقد ضجت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف والمسارح بشتى الأنواع، ولامست هذه البرامج إلى حد معين هموم الناس، ولكن حجم المصيبة كان أكبر من الجميع، فالحرب الإرهابية من جهة، وداعمو التطرف من جهة ثانية والحصار من جهة ثالثة، ومستغلو تلك الحرب الظالمة وكل من ركب الموجة من جهة رابعة، وباتت سورية والسوريون وكأنهم بين أعشاش الدبابير، ولاحول لهم ولاقوة.
لم يلامس الكتاب والمبدعون والباحثون السياسيون والاقتصاديون والخبراء والمهتمون الهموم وحسب، ولكن أمعنوا فيها وامتزجت دماء بعضهم الطاهرة بثرى الوطن الجريح، وتماهت أرواحهم وعواطفهم، ومنهم من استشهد دفاعاً عن كلمة حق قالها، ومن بينهم وهم ذاهب إلى عمله، أو عائد منه، ولكن بقي حجم المصيبة أكبر، والمعاناة تتفاقم يوماً بعد آخر، وأصبح سقف الطموح رغيف خبز نتيجة الحصار الجائر، وبسبب استنزاف الأعداء لطاقات وإمكانات البلاد.
للكلمة مفعولها وللصورة والحرف أيضاً، ولأن الحرب إعلامية ونفسية قبل أن تكون عسكرية وهكذا بدأت، كان لزاماً على شريحة الفنانين والمبدعين والكتاب والباحثين وأصحاب الرأي أن يدافعوا بكل ما لديهم، حيث لا يفل الحديد إلا الحديد، وكما يقال: «إن الرطل بحاجة لرطل وأوقية»، وكي تستقيم الأمور يجب التعامل مع العدو باللغة التي يفهمها، وبالأسلوب الذي اعتاده.
لم يبخل أحد بالدفاع عن الوطن أو معرفة هموم الناس بهدف معالجتها، لكن المصيبة أكبر من الجميع.
       

العدد 1182 – 19 -3 -2024    

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين