الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
لعل تجربة المخرج المسرحي مأمون الخطيب، في الاشتغال على تيمة الحرب مسرحياً لافتة، آخر الأعمال التي لامست هذا الموضوع ورشة عمل»هواجس» استمرت لمدة شهرين ليؤدي بعدها(١٨) ممثلاً أدوارهم على خشبة مسرح الحمراء بدمشق، نعيش في العرض قصصهم التي تقارب مفهوم العيش الآني، ونحن بالكاد نخرج من الحرب، انكسارات الشباب، تحطم آمالهم والمخاوف التي تعترضهم.
التجربة الفكرية من هذه التجربة تهدف إلى البحث فيما تؤول إليه الظروف بعد المآسي الكبرى في المجتمعات، الحكايا أتت على شكل اعترافات ترصد واقع الأسرة السورية وماطرأ عليها من تغيرات في بنيتها النفسية، من خلال مفارقات عديدة يعيشها جيل عاش آثار الحرب العميقة.
كان قد سبق عرض هواجس، ورشة عمل أيضاً نتج عنها عرض «حكايتنا» نتج عنها عرض حمل الاسم ذاته، قدمه»١٣» ممثلاً من الجيل الشاب، اشتغلوا ثلاثة أشهر في محاولة لخلق فضاء مسرحي مغاير هو البيت الدمشقي الذي احتضن حكاياهم.
لم يكتف المخرج مأمون الخطيب بهاتين الورشتين بل إن عرضه الاحترافي الأخير «ديستوييا « انحاز فيه
إلى المهمشين والمظلومين، ولكن مع الحفاظ على تيمة الحرب، التي اعتدناها في أعماله الأخيرة، حيث رصد أثر الحرب والظلم والقهر على المجتمع وفئاته المثقفة التي تبدو في العرض مهمشة تعيش في أمكنة قميئة بسبب قسوة الظروف.
أعمال مسرحية عديدة قارب فيها المخرج مأمون الخطيب الحرب منها مسرحية (هدنة، زيتون) جميعها اشتغلت على ملامسة الوجع السوري الآني بالاعتماد على رؤى فنية جذابة تختط طريقها إلينا بصيغ تجريبية يرتقي فيها الخطيب في كل عمل بالمعنى والشكل والمضمون.
العدد 1182 – 19 -3 -2024