تنتشر في شهر رمضان الكريم الكثير من الحملات والإعلانات التي تحض على التكافل والتعاضد والشعور بالآخر، وبدهي أن هذه المعاني هي من القيم الإنسانية الهامة التي يجب أن يتحلى بها الإنسان ليس في شهر محدد أو موسم ديني بعينه، ذلك لأن هذه القيم هي التي تميز الإنسان الواعي والمسؤول عن غيره، وهي في الآن نفسه قيم لطالما كانت السمة التي جمعت الشعوب في المحن والأزمات والحروب.
ورغم ذلك فإننا نجد على الجانب الآخر الكثير ممن تجاهلوا هذه المبادئ والقيم ليقعوا في فخ الجشع والسعي وراء الربح المادي السريع، فكانت تجارتهم وأرباحهم الخيالية هي الغاية والمبتغى، ولا يدركون كم من مسكين لا يجد قوت يومه وكم من طفل يحلم بلباس جديد أو قطعة حلوى، وكم من عائلة تكتم حرمانها حفاظاً على ماء الوجه، ولكن هيهات أن يجد ما يسد فيه الرمق ويروي ظمأه الذي طالت أيامه.
فهل نتشارك القيم كما نتشارك لقمة العيش، وهل نتقاسم الفرحة كما نتقاسم الهواء والماء في مساحة وطننا الذي يضمنا بين حناياه، ولنكن مع أبناء جلدتنا على الزمن، ولا نتحالف مع الزمن على من نتقاسم معهم الأيام بحلوها ومرها، ونعيش معهم في وطن أحوج ما يكون اليوم إلى المحبة والوفاء والعطاء، وقبل كلّ شيء نحتاج أن نتشارك في القيم السامية التي تعيد لبلادنا الألق والنور، ولتزهر قلوبنا بالمحبة والمسرات.
هي المسؤولية التي يجب أن يضطلع بها الفرد كلّ من موقعه، ولكن يبقى للمثقف الدورالأكبر في نشر ثقافة المحبة أولاً والوفاء والعطاء في الأوقات جميعها.