“غلوبال تايمز”: من يعيق إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب؟

الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
مساء يوم 22 آذار، وقع حادث إطلاق نار في قاعة للحفلات الموسيقية في كراسنوغورسك، إحدى ضواحي موسكو، عاصمة روسيا.
وصنفت السلطات الروسية هذا الحادث على أنه هجوم إرهابي بناء على التحقيقات الميدانية، وفي أعقاب الحادث، أعلن تنظيم داعش، ولاية خراسان (IS-K) المتطرف مسؤوليته. وقبل ذلك، وقعت هجمات إرهابية كبيرة في كابول بأفغانستان وبيشاور بباكستان وكرمان بإيران، حيث أصدرت نفس المنظمة بيانات المسؤولية. وتُظهر هذه السلسلة من الهجمات الإرهابية مرة أخرى أن الإرهاب الدولي لايزال متفشياً، وأن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب لايزال أمامها طريق طويل لتقطعه.
إن التنظيم المتطرف الذي يمثله “داعش” هو نتاج فشل التدخل الغربي في الشرق الأوسط.
وإن ما يسمى بـ IS-K الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي الأخير على قاعة الحفلات الموسيقية في روسيا هو أحد أكثر المنظمات المتطرفة الدولية نشاطاً.
ويرتبط صعود هذه المنظمة أيضاً بالاستراتيجيات الجيوسياسية للولايات المتحدة والغرب.
وبعد وصول إدارة بايدن إلى السلطة في عام 2021، أنشأت تركيزاً استراتيجياً جديداً على منافسة القوى العظمى.
وقد سمح الانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية من أفغانستان لداعش بالاستفادة بسرعة من الوضع الأمني الإقليمي المتقلب، وإعادة احتلال مساحة نشطة والتحول إلى تهديد أمني كبير في جنوب آسيا وآسيا الوسطى وروسيا.
وجاء هذا الهجوم الإرهابي نتيجة تخطيط دقيق من قبل التنظيم المتطرف، ومن حيث التوقيت، فقد اختاروا وقتاً كانت فيه الانتخابات الروسية الناجحة قد انتهت للتو وكانت الإجراءات الأمنية فيها مريحة.
وفيما يتعلق باختيار الأهداف، فقد اختاروا مكاناً ثقافياً به حشود كثيفة ومشاعر مريحة.
ومن هذا يمكن ملاحظة حدوث بعض التغييرات الجديدة في الأنشطة الإرهابية الدولية، وقد تدخل الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب مرحلة جديدة. على سبيل المثال، بدأت المنظمات المتطرفة الإقليمية مثل تنظيم داعش في ولاية خراسان في تجاوز مناطق عملياتها التقليدية وتنفيذ هجمات إرهابية في المناطق الأساسية لأهدافها الرئيسية.
وبحسب نتائج التحقيق التي نشرها الجانب الروسي، فإنه لا يوجد أي تركيز على العمليات الانتحارية في أساليبها، بل تحول نحو تجنيد عناصر عبر شبكات التنظيم المتطرف، واستخدام المال كوسيلة بدلاً من الاعتماد فقط على المعتقدات المتطرفة لجذب “المرتزقة”، وما إلى ذلك.
إن هذه التغييرات الجديدة في الهجمات الإرهابية، التي يتم تنفيذها بطريقة منخفضة التكلفة لجذب الاهتمام الدولي، ستتطلب تعديلات في الأفراد والتمويل والأساليب لآليات التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب التي أنشأتها بلدان مختلفة في السابق، مما يفرض تحديات وضغوطاً أكبر للجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
لفترة طويلة، وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي قد توصل إلى بعض التوافق المبدئي بشأن قضايا مكافحة الإرهاب، إلا أنه لاتزال هناك اختلافات كثيرة حول القضايا الرئيسية مثل تحديد المنظمات الإرهابية، وتبادل المعلومات الاستخبارية المتعلقة بالإرهاب، وتتبع تمويل الأنشطة الإرهابية. ومن الصعب تشكيل جبهة موحدة دولية فعالة ضد المنظمات والأنشطة الإرهابية، فقد دأبت الولايات المتحدة والغرب، بشكل خاص، على ملاحقة مصالحهما الخاصة في قضايا مكافحة الإرهاب، وتبنتا معايير مزدوجة لفترة طويلة.
إنهم يربطون الإرهاب عمداً ببلدان ومجموعات عرقية وديانات محددة، ويستخدمون الأنشطة الإرهابية لإثارة صراعات أمنية إقليمية، وبالتالي يصبحون أكبر مشكلة وعقبة أمام إنشاء جبهة دولية موحدة ضد الإرهاب.
وهذه المرة، بعد الهجمات الإرهابية في ضواحي موسكو، زعمت واشنطن أنها قدمت التحذيرات ذات الصلة إلى الجانب الروسي، لكنها لم تذكر المعلومات الأساسية في الاستخبارات.
كما جاءت إدانة واشنطن للهجوم الإرهابي متأخرة نسبياً، مما ترك المجتمع الدولي في حيرة من أمره. وبدأ بعض الرأي العام الغربي في التكهن بعلاقة واشنطن بالحدث، وحتى التنظيمات المتطرفة المرتبطة به.
إن اعتماد معايير مزدوجة والتطبيق الانتقائي في قضايا مكافحة الإرهاب يتغاضى بشكل أساسي عن الأنشطة الإرهابية ويقوض فعالية التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب.
وإن الإرهابيين المشتبه بهم الذين ألقت روسيا القبض عليهم هم في الأساس من المناطق المتخلفة في آسيا الوسطى، وهو ما يسلط الضوء مرة أخرى على أن الصراعات الإقليمية وتخلف التنمية لا تزال الأسباب الجذرية الرئيسية لانتشار الإرهاب وإحداث الفوضى.
وفي الوضع الحالي الذي يتسم بعدم وجود جبهة دولية موحدة لمكافحة الإرهاب، يستطيع المجتمع الدولي أن يبدأ فعلياً من الأساس.

وبعبارة أخرى، يتعين على المجتمع الدولي أن يساعد البلدان النامية على تنمية اقتصاداتها، والقضاء على الفقر، وتحسين التعليم، وتوسيع فرص العمل، ومنع الشباب من التأثر والتحريض على الأيديولوجيات المتطرفة، مع تكثيف الجهود أيضاً لحل القضايا الساخنة سياسياً، وتحقيق الاستقرار.
بالإضافة إلى تعزيز الحوار المتكافئ والتعايش المتناغم بين مختلف الحضارات والأديان، من أجل تقليص المساحة أمام بقاء الأيديولوجيات المتطرفة وعدم إعطاء الفرصة للتنظيمات المتطرفة لإثارة المشاكل.
المصدر – غلوبال تايمز

آخر الأخبار
وزير الإعلام: إعادة الاستقرار إلى السويداء مسؤولية وطنية والدولة لن تتخلى عن المصالحة الملك الأردني يؤكد من أوتاوا دعم بلاده لأمن سوريا ووحدة أراضيها جو ويلسون يدعو إلى إلغاء "قانون قيصر" ويحذر من عرقلته لإعادة الإعمار وعودة داعش بعد تلميحات التعرفة الجديدة.. خبير اقتصادي يقترح حلولاً لتحسين واقع الكهرباء شواهد على القتل والإجرام.. حرق منازل وتهجير قسري لأبناء العشائر بالسويداء إلغاء ترخيص شركة "طلال أبو غزالة وشركاه" في سوريا إثر تصريحات مسيئة محافظ حلب: تعزيز القيم الأخلاقية وتطوير الأداء المؤسسي تعاون بين التعليم العالي وسفير فلسطين لتطوير معهد "فلسطين التقاني" وزير الدفاع يعزي أسر شهداء الجيش العربي السوري ويواسي المصابين اللجنة الوطنية لتقصي الحقائق بأحداث الساحل تعقد غداً مؤتمراً صحفياً حول نتائج عملها وزير الإعلام: الحكومة تعمل بجهود حثيثة لنزع فتيل التوتر في السويداء الشائعات.. وجه الحروب الآخر وزير المالية يؤكد استمرار صرف رواتب العاملين في السويداء من دون انقطاع وزير التعليم العالي: دعم البحث العلمي أساس البناء والنهضة ليث البلعوس ينفي تهم التأزيم: لسنا طرفاً في مؤامرة ورفضنا تحويل السويداء إلى ورقة ضغط "الفرش البارامتري".. في معرض لطلاب الهندسة المعمارية بحمص بحث توسعة المدينة الصناعية بحسياء على 20 عقاراً أهالٍ من طرطوس: سوريا الجديدة واحدة موحدة من دون تقسيم " الثورة " في جرمانا ... إصرار على ألا تنكسر الحياة الوحدة الوطنية.. خارطة طريق السوريين نحو العبور الآمن