الثورة – دمشق – مازن جلال خيربك:
لم يشأ الذهب أن يبقى على استقراره وحاله الذي استمر لنحو 10 أيام تنقص قليلا، فهو اليوم قد سجل زيادة عما كان عليه خلال الأيام القليلة الماضية بمقدار 18 ألف ليرة سورية، في حين سجل عن يوم أمس ارتفاعا بلغ ٧ آلاف ليرة، وهو أمر عائد إلى مجموعة من العوامل ليس من ضمنها بطبيعة الحال الوضع المحلي الداخلي والصعوبات الاقتصادية العديدة، بل الأمر عائد إلى ارتفاع سعر الأونصة عالميا في تداولات البورصات، بعد التوترات العالمية الحاصلة ونتيجة التراشق الكلامي ضمن المجالس الأممية وفي المنظمات الدولية بين الأطراف المتصارعة.
أساس الارتفاع
على هذا الأساس ارتفع سعر الأونصة عالمياً ليصل إلى 2197 دولارا محققا ارتفاعا كبيرا، وهو أمر من شأنه أن يجر خلفه أسعار الذهب في الأسواق المحلية في كل الدول، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن الذهب محلياً غير مؤهل لأي نوع من أنواع الارتفاع حاليا نتيجة عوامل محلية داخلية، على اعتبار أن أسعار الصرف مستقرة في الفترة الحالية، وهو أمر بطبيعة الحال ناجم عن مسألة الحوالات الواردة من الخارج نتيجة حلول شهر رمضان، ونتيجة موسم العيد وما استتبع ذلك من حوالات من المغتربين والمسافرين، وبعبارة أخرى فهو استقرار نسبي، ولكنه في الفترة الراهنة أمر واقع ولا يؤهل الذهب للارتفاع، الأمر الذي يجعل من العوامل العالمية المسبّب الأول وحامل المسؤولية الأكبر بارتفاع سعر جرام الذهب في السوق المحلية السورية.
ضعف القدرة الشرائية
أضف الى ذلك، هناك ناحية أخرى غاية في الأهمية وهي قلة الإقبال على الذهب في الأسواق المحلية السورية، وربما الأصح والقول ندرة الإقبال نتيجة الأوضاع المعاشية العامة، ونتيجة شبه انعدام القدرة الشرائية للمواطن السوري والذي كان يوظف الفائض منها -فيما سبق من أيام- على شراء قطع الذهب في المناسبات الاجتماعية والمواسم مثل عيد الفطر الذي اقترب، وعيد الأم وحتى عيد المعلم اللذين مضيا، الأمر الذي يجعل من هذه المناسبات غير مواسم بالنسبة للصاغة، وهو أمر يمكن اعتباره تأسيسا لمرحلة جديدة على اعتبار أن المتابع لشؤون الذهب والأسواق العامة في البلاد يدرك تمام الإدراك بأن المواسم الغائبة أكثر من المواسم الحاضرة وأن فترات الركود وحتى الكساد التي تصيب أسواق الذهب أكبر بكثير وأعلى نسبة مئوية من فترات الرواج والبيع والشراء، الأمر الذي يجعل من اشتداد عود هذه المهنة مجددا على المحك بحق، في ظل قيام عوامل عديدة وتوليفة متنوعة من المسببات ضدها.
الأسعار المحلية
وعلى صعيد أسعار الذهب في الأسواق المحلية السورية، قال نقيب الصاغة غسان جزماتي أن سعر غرام الذهب من عيار 21 قيراطا قد بلغ 858 ألف ليرة سورية في حين بلغ سعر الغرام من عيار 18 قيراطا 735,429 ليرة، أما بالنسبة لليرة الذهبية السورية، فقد بلغ سعرها 7,1 ملايين ليرة سورية، في حين سجلت الأونصة الذهبية السورية سعر 31,,725 مليون ليرة سورية، وعلى ذات المنوال نسجت الليرة الذهبية الانجليزية من عيار 22 قيراطا والتي بلغ سعرها 7,5 ملايين ليرة سورية، في حين سجلت الليرة الذهبية الانجليزية من عيار 21 قيراطا 7,1 ملايين ليرة سورية.
مسبّبات حقيقية
نقيب الصاغة تحدث عن سعر الأونصة عالمياً والذي بلغ اليوم 2197 دولارا ، مبيناً أن الارتفاع عالميا يعود إلى تفكير أصحاب الشأن في بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي تخفيض معدلات الفائدة الأمر الذي يعني قلة استقطاب المال، وهو أمر يُستعاض عنه بالذهب من قبل المستثمرين والمضاربين.