الثورة – منهل إبراهيم:
يحكم عالم السياسة الخارجية الأمريكية لعبة المصالح والأنانية التي تتجلى في جميع مفاصل ومظاهر التحركات الأمريكية في منطقتنا والعالم، والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني بالأسلحة أحد أهم تلك المصالح فهي من خلاله تبقي على حالة التفوق الإسرائيلي في المنطقة، وهذه الحالة تصب في مصلحة أمريكا وما تسعى إليه من مصالح في منطقتنا.
وعادة تُطرح أسئلة عديدة حول الدوافع التي تدعو الولايات المتحدة الأمريكية إلى تبني سياسات خارجية معينة دون غيرها، لكن ترجمة الأفعال على أرض الواقع ترشدك إلى الحقيقة وأهداف الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وجاءت الحرب العدوانية على قطاع غزة، لتكشف المزيد من الأوراق وترسخ الأفكار حول السياسات الأمريكية الدبلوماسية والعسكرية.
تدخّل أمريكا السافر في هذا العالم أصبح مصدراً لعدم الاستقرار والفوضى بكل أشكالها، وأينما حلت أمريكا يحل الخراب والدمار، وأينما دعمت أمريكا تدعم الموت والحروب، وتدخّلها التدميري ليس له شكل وحيد، ولا يقتصر على تدخلها العسكري وإنما يصاحبه التدخل السياسي والاقتصادي، كما يحصل في الحرب الصهيونية على غزة.
وبعد كل التحذيرات الدولية من المضي في الحرب على غزة والمناشدة بوقف الدعم عن الكيان وافقت أمريكا على تقديم المزيد من القنابل والطائرات والذخائر لـ “إسرائيل”.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن الولايات المتحدة، وافقت على تقديم المزيد من القنابل والطائرات الحربية للكيان الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، سمحت خلال الأيام الماضية بتزويد “إسرائيل” بقنابل وطائرات مقاتلة بمليارات الدولارات.
ونقلت “واشنطن بوست”، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم: إن الحزمة الجديدة تشمل أكثر من 1800 قنبلة من طراز MK84.
وأشار المسؤولون، إلى أن الخارجية الأمريكية سمحت بنقل 25 طائرة F-35A ومحركات بقيمة 2.5 مليار دولار لـ “إسرائيل”، موضحين أن القنابل والمقاتلات المنقولة إلى “إسرائيل” وافق عليها الكونغرس قبل سنوات.
الولايات المتحدة الأمريكية بأفعالها هذه وفي ظل الوضع الإنساني الكارثي الذي يخيم على غزة وأهلها مصابة بخلل أخلاقي في شخصيتها التي تتميز بغرائز العنف والغطرسة وحب السيطرة على الآخرين، وقوتها العسكرية التي تسخرها للكيان القاتل للإنسانية، وتغاضي المنظمات الأممية عن كبح هذه الغرائز شجع حكامها وحكام الكيان الصهيوني على المغامرات ونشر الحروب والفتن في المنطقة، وآخرها الحرب العبثية والقاسية والظالمة ضد قطاع غزة.