سورية.. أبجدية التاريخ وربيع الحضارة

الثورة – ديب علي حسن:

اليوم الأول من نيسان، وهذا له دلالات كثيرة جداً، بعيداً عما حاول المزورون للتاريخ أن يفعلوه، وأن يقولوا إنه يوم للكذب الأبيض، وذلك في محاولة منهم لتشويه صورة ونصاعة ما قدمته سورية للعالم من إنجازات حضارية.
أولها الزراعة والحرف والموسيقا، ومن ثم التقويم وأعياد الربيع التي مازالت الاحتفالات بها قائمة حتى الآن.. ففي الأرياف بقيت هذه العادات الجميلة مع خصب الطبيعة التي تعني دورة جديدة في كل شيء.
وقد توقف الباحثون عند هذه الطقوس المهمة جداً، ومنهم المؤرخ عيد مرعي، وكذلك الدكتور إياد يونس الذي أوضح الكثير من وقائع هذا التاريخ في حوار كانت أجرته معه رشا محفوض العام الماضي، وهو يرى أن الأول من نيسان هو عيد رأس السنة السورية، إذ يعد التقويم السوري أقدم تقويم لا يزال يحتفل به، ويصادف اليوم بداية سنة 6773 للتقويم الزراعي القديم، حيث كانت السنة السورية القديمة تبدأ في الأول من نيسان (نيسانو في اللغة الكنعانية والآرامية).
وبين الدكتور في علم الآثار واللغات القديمة بجامعة دمشق إياد يونس أن هذا التقويم ظل قائماً عند الحضارات السورية المتعاقبة، ومنها ممالك أوغاريت وإيبلا وماري وتدمر ودمشق ونقل مع العرب فيما بعد إلى الأندلس.
وأضاف يونس: “لم يتخذ السوريون القدامى الأول من نيسان أول أيام سنتهم عن عبث بل لأنه البداية الحقيقية، وكانت الاحتفالات بقدوم الربيع تبدأ في يوم الاعتدال الربيعي وتستمر حتى اليوم الأول من نيسان يوم رأس السنة السورية، ويرتبط الاحتفال به بنهاية موسم الأمطار وبدء الخصب ونمو الزرع والثمار، وكانت تتخلل الاحتفالات طقوس دينية وشعائر، وتقدم خلالها قرابين ومواكب احتفالية كبيرة”.
وأشار يونس إلى أن التقويم السوري ارتبط بعشتار الربة الأم الأولى ربة الحياة ونجمة الصباح والمساء في آن معاً، والتي تصفها النصوص القديمة بأنها “في فمها يكمن سر الحياة”، مشيراً إلى أن احتفالات رأس السنة السورية كانت تبدأ في الحادي والعشرين من آذار، الأيام الأربعة الأولى منها تخصص لتقديم المسرحيات ورواية الأساطير، بعدها تبدأ الاحتفالات الدينية لتبلغ ذروتها في عيد رأس السنة السوري في الأول من نيسان، ثم تستمر حتى العاشر منه.

وأوضح يونس أن هذا العيد سمي “أكيتو” بالسومرية و”أكيتي سنونم وريش شاتين” بالأكادية، ويبدأ عيد رأس السنة الجديدة في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة اثني عشر يوماً، والذي يشير إلى موعد بذر وحصاد الشعير والقمح والحبوب المختلفة والخضراوات.).
وفي ذاكرتنا نحن الجيل الذي عاش طقوسه أن الاحتفالات كانت تقام في مناطق متعددة من أنحاء سورية.. في محافظة حلب وإدلب واللاذقية وحماة.
وخلال عشرة أيام تمتد حتى عيد الجلاء وتسمى (الرابع) وكان الجميع يتوجه إلى هذه الاحتفالات التي أخذت بعداً وطنياً وقومياً وجمالياً، وشكلت محطة اجتماعية ما زالت في الذاكرة إذ تجري فيها العديد من الطقوس والعادات الجميلة.
إنها سورية الأم التي لا يمكن لأي زوبعة مهما كانت أن تمحو تاريخها الحضاري.

آخر الأخبار
130 فرصة عمل و470 تدريباً لذوي الإعاقة في ملتقى فرص العمل بدمشق مساعدات إغاثية تصل إلى 1317 عائلة متضررة في ريف اللاذقية" عطل طارئ يقطع الكهرباء عن درعا تمويل طارئ للدفاع المدني السوري لمواجهة حرائق الغابات بريف اللاذقية إغلاق مؤقت لمعبر كسب الحدودي بسبب الحرائق في ريف اللاذقية محافظ حلب يتابع انطلاق امتحانات الثانوية كبار في السن يتقدمون لامتحانات الثانوية العامة بدرعا 20482 متقدماً في اللاذقية لامتحانات الثانوية العامة والشرعيّة ارتفاع الكشفيات الطبية في درعا يدفع المرضى لحلول بديلة تسويق 29 ألف طن قمح في درعا في حضرة الغياب.. نضال سيجري العفوية المدهشة والفن الصادق إزالة أكشاك بمحيط حديقة الجاحظ في المالكي بدمشق 15 ألف طالب وطالبة في امتحانات الثانوية العامة بدرعا تحسين البنية التحتية الكهربائية في الفوقا ودير مار سركيس انطلاق ملتقى فرص العمل للأشخاص ذوي الإعاقة بدمشق بين الفهم والحفظ والتحليل..  طلاب الفرع الأدبي: أسئلة الفلسفة طويلة والوقت قصير  طلاب الثانوي العلمي في امتحانهم الأول.. أسئلة الفيزياء متوسطة الصعوبة  وزير الطوارئ يثمّن الدعم القطري لإخماد حرائق ريف اللاذقية في اليوم العاشر للحرائق... عمليات ميدانية مكثفة لعزل النيران وتبريد البؤر الساخنة   امتحانات الشهادة الثانوية في سوريا.. محطة مفصلية تحدد مصير آلاف الطلاب ومستقبلهم