لم يعد خافياً على كل متابع لسياسة الكيان الصهيوني أن هذا الكيان قائم على القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر والجرائم والتوسع والاستيطان وحرب الإبادة الجماعية ولذلك فليس من المستغرب أن يقوم مجرمو الحكومة الإسرائيلية المتمثلون برئيس حكومة العدو نتنياهو بقصف القنصلية الإيرانية بدمشق رغم وجودها في منطقة سكنية َمكتظة بالسكان الأمر الذي أدى إلى استشهاد عدد من العسكريين والدبلوماسيين الإيرانيين ونحو سبعة عشر شهيداً وجريحاً من السوريين في خرق واستهتار لكل القوانين الدولية.
التصعيد الإرهابي الصهيو أميركي الذي ينتهك كل المواثيق الدولية جاء بعد ستة أشهر من العدوان الوحشي على قطاع غزة وفشل الأجندة الصهيونية في تحقيق أجندتها وفي مقدمتها القضاء على المقاومة الفلسطينية التي تثبت يوماً بعد يوم أنها أقوى مما مضى وكذلك بالتزامن مع الهجمات الإرهابية الي تقوم بها التنظيمات الإرهابية على بعض مواقع الجيش العربي السوري الأمر الذي يؤكد أن الاعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية يشكل هروب رئيس حكومة العدو نحو الأمام، ومحاولة توسيع دائرة إرهابه للتغطية على فشلة العسكري والسياسي فيما يتعلق بأجندته العدوانية على قطاع غزة، وكذلك يدل على التنسيق وتوزيع الأدوار بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال والتنظيمات الإرهابية لتصعيد الإرهاب في المنطقة خدمة لأجنداتهم العدوانية.
التوحش الإسرائيلي والهمجية في العدوان ما كانت لتتم لولا الضوء الأخضر الأميركي والذي يتمثل في تقديم كل أشكال الدعم العسكري والسياسي وإبطال عمل المؤسسات الدولية ومنعها من اتخاذ أي قرار دولي يلجم العدوان ويجبر كيان الاحتلال على احترام القوانين الدولية، وهذا ما يشجع حكومة نتنياهو الإرهابية على الإمعان في العدوان وتوسيع قواعد الاشتباك التي من شأنها جر المنطقة إلى حرب إقليمية لا أحد يعلم بتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.
الجريمة الإسرائيلية مدانة والشعب السوري يؤكد تعاطفه وتضامنه مع الشعب الإيراني الصديق وحقه في الرد على هذا الاعتداء الوحشي بكل الطرق المناسبة التي تردع هذا الكيان الغاصب وتلجم إجرامه الوحشي.