الخارجية الفلسطينية: التدخل العاجل للجم المستعمرين ووضع حد لجرائمهم وانفلاتهم

الثورة – أسماء الفريح:
طالبت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لإجبار كيان الاحتلال الإسرائيلي على لجم مستعمريه ووضع حد لجرائمهم و انفلاتهم من أي قانون إضافة إلى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
ومنذ يوم الجمعة يواصل المستعمرون هجماتهم الإرهابية بحماية الاحتلال على عدة قرى وبلدات فلسطينية بالضفة الغربية خاصة نابلس ورام الله بالتزامن مع تصعيد اقتحامات قوات الاحتلال للمدن والقرى والمخيمات في المحافظات الشمالية والتي أدت إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة العشرات بينها حالات خطيرة وحرجة.
وأكدت الخارجية في بيان لها اليوم نقلته وكالة وفا أن إرهاب المستعمرين المنظم وصل إلى مستويات غير مسبوقة بحماية قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين العزل في القرى والبلدات والمخيمات والمدن الفلسطينية في طول الضفة الغربية وعرضها، من إطلاق الرصاص تجاههم وإحراق منازلهم ومركباتهم إضافة إلى عربدات ميليشيات المستعمرين على الطرق الرئيسة وتقطيع أوصال الضفة.
وأوضحت أن ميليشيات المستعمرين الإرهابية تستمد التشجيع والدعم والإسناد في ممارسة إرهابها بأشكاله المختلفة من مسؤولي حكومة الاحتلال والحماية والحصانة التي توفرها أجهزة الاحتلال وأذرعه المختلفة ومنظوماته لتعميق جرائم الضم التدريجي المتواصل للضفة وتفجير الأوضاع وإنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير على أرض وطنه.

ودعت الخارجية المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لإجبار الاحتلال على وقف جميع أنشطته الاستعمارية وتفكيك منظمات وميليشيات المستعمرين المسلحة وسحب سلاحها ووقف تمويلها ومعاقبة من يقف خلفها ويوفر لها الدعم والحماية، وكذلك فرض عقوبات دولية ملزمة على المنظومة الاستعمارية برمتها باعتبارها غير قانونية وغير شرعية.
كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى إصدار مذكرات توقيف بحق غلاة المستعمرين ومن يقف خلفهم الذين يرتكبون الجرائم بحق الفلسطينيين وتقديمهم للعدالة الدولية.
وفي الإطار ذاته, أصدر رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى تعليماته إلى سفارات وبعثات دولة فلسطين بسرعة التحرك تجاه وزارات خارجية الدول المضيفة، ومراكز صنع القرار والرأي العام فيها لفضح هذه الانتهاكات والجرائم والمطالبة بضغط دولي حقيقي على الاحتلال لوضع حد لجرائم وانتهاكات المستعمرين.
كما أطلق ناشطون وداعمون للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة حملة إعلامية ضخمة لفضح جرائم المستعمرين ضد الفلسطينيين ولاسيما في قرى رام الله والبيرة ونابلس بعد الاعتداءات الدامية التي  شنها المستعمرون بحماية الاحتلال.
ونشر ناشطون فيديوهات وصور عبر وسائل الإعلام لاعتداءات العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم بدعم وتوجيه من أعضاء في حكومة الاحتلال لتفنيد الرواية الإسرائيلية المضللة التي تحاول بعض وسائل الإعلام الأميركية ترويجها عبر قلب الحقائق فيما يجري في الضفة.
وطالب الناشطون أعضاء الكونغرس عن مناطقهم بالتدخل لوقف هذه الاعتداءات الإرهابية وإجبار حكومة الاحتلال على اعتقال هذه المجموعات المسلحة قبل ارتكابها المزيد من الجرائم.
هذا وقد استشهد الطفل عمر حامد “17” عاما الليلة الماضية متأثرا بإصابته برصاص مستعمرين خلال عدوانهم على قرية بيتين شرق رام الله.
كما أصيب فلسطينيان اثنان برصاص مستعمرين خلال اعتدائهم على بلدة سنجل شمال شرق رام الله وإطلاقهم الرصاص الحي تجاه الأهالي إضافة إلى هجومهم على المركبات المارة على الشارع الرئيسي والمنازل.
واقتحم مستعمرون بحماية قوات الاحتلال قرية رأس كركر غرب رام الله.
وفي الخليل, اعتدى مستعمرون مدججون بالسلاح مساء أمس على قرية مغاير العبيد بمسافر يطا وأخلوا سكانها قسرا من مساكنهم فيما اعتدى مستعمرون على المساكن والممتلكات في بلدة ترقوميا غرب الخليل وحطموا بعضها وعاثوا خرابا بمحتوياتها.
وفي قرية دوما جنوب نابلس, أفاد رئيس مجلس قروييها سليمان دوابشة بأن عشرات المستعمرين هاجموا منازل الفلسطينيين بمنطقة “راس الأقرع” وأطلقوا الرصاص ورشقوا الحجارة صوب المنازل بالتزامن مع اقتحام قوات الاحتلال للقرية وذلك بعد ساعات قليلة من هجوم مماثل عليها.

بدورها, كشفت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن طواقمها تعاملت أمس مع 10 إصابات في نابلس جراء هجوم المستعمرين بحماية الاحتلال على المنازل في قرى وبلدات دوما وبورين وقريوت و قصرة وبيت فوريك مبينة أن قوات الاحتلال والمستعمرين يفرضون حصارا على دوما من مداخلها كافة منذ الجمعة كما يمنعون الأهالي من الدخول أو الخروج من القرية.
وكان أصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فيما تعرضت عشرات المنازل للحرق في هجوم للمستعمرين على القرية.
وتابعت أن طواقمها تعاملت أيضا مع 11 إصابة في رام الله والبيرة جراء اعتداء المستعمرين بحماية الاحتلال لليوم الثاني على التوالي على عدة قرى وبلدات فيها.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال تعيق وصول مركبات الإسعاف التابعة للجمعية للجرحى والمصابين الأمر الذي يعرّض حياة الجرحى للخطر.
وفي بيت لحم, هاجم مستعمرون الليلة الماضية مركبات الفلسطينيين وحطموا زجاجها في منطقة جسر حلوة قرب قرية دار صلاح شرق المحافظة.
كما اعتدى مستعمرون الليلة على بعض التجمعات السكانية جنوب بيت لحم، وخاصة خربة بلوطة وبيت اسكاريا.
وفي الأغوار, ذكر مسؤول ملف الاستيطان في طوباس معتز بشارات بأن مستعمرين أحرقوا الليلة الماضية مركبة ودمروا خلايا طاقة تغذي التجمع السكاني بالكهرباء.
وشهدت مناطق مختلفة في الأغوار اعتداءات للمستعمرين من حرق مساكن ومركبات وبسطات خضار وتدمير واعتداء على المركبات المارة.
وهاجم مستعمرون أيضا مركبات قرب قرى العوجا وفصايل والنبي موسى والمعرجات بمحافظة أريحا والأغوار.
وفي القدس المحتلة, اعتدى مستعمرون بحماية من قوات الاحتلال على مركبات الفلسطينيين قرب قرية جبع.
وأعلنت وزارة الصحة مساء أمس استشهاد ثلاثة فلسطينيين في الضفة هم محمد شحماوي “22” عاما ومحمد رسول دراغمة “26 ” عاما برصاص الاحتلال في طوباس وجهاد أبو عليا “25” عاما في قرية المغيّر برام الله جراء عدوان المستعمرين والاحتلال عليها.
وأوضحت أن المستشفيات في الضفة الغربية تعاملت مع أكثر من 55 إصابة غالبيتها برصاص قوات الاحتلال والمستعمرين الحي، بينها نحو 10 إصابات بجروح خطيرة، إضافة لعشرات الإصابات التي تعاملت معها طواقم الإسعاف ميدانيا.
وأشارت إلى أنه بذلك يرتفع عدد الشهداء في الضفة منذ بدء العدوان على قطاع غزة والضفة في السابع من تشرين الأول الماضي إلى 464 بالإضافة إلى إصابة أكثر من 4800 آخرين.