الثورة- ريم صالح:
في خطوة تحد جديدة تؤكد مدى تشبث أهالي قطاع غزة بأرضهم ومنازلهم، وتمسكهم بحقوقهم المشروعة رغم وحشية الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بعد منتصف الليلة الماضية موجة نزوح عكسية من وسط القطاع إلى مدينة غزة والشمال.
وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فقد شوهد مئات الفلسطينيين أغلبهم من النساء والأطفال يسيرون على شارع الرشيد قرب جسر وادي غزة تمهيداً لعودتهم إلى الشمال.
وقد جوبهت هذه الخطوة، بفعل انتقامي من قبل قوات الاحتلال، حيث استهدفت مدفعيته عشرات النازحين، وهم بطريق عودتهم على شارع الرشيد، ما أسفر عن استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم امرأة، وإصابة 23 آخرين.
وأفادت وكالة وفا بأن قوات الاحتلال المتمركزة قرب شارع الرشيد أطلقت القذائف المدفعية والنار وقنابل الغاز السام صوب النازحين أثناء محاولتهم العودة إلى مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد خمسة منهم، وإصابة 23 على الأقل.
وتعد مسألة عودة النازحين أبرز العقبات التي تعوق التوصل لاتفاق الهدنة، حيث تصر المقاومة الفلسطينية على عودة النازحين دون قيود أو شروط، فيما يشترط الاحتلال عودة مقيدة للنازحين، تتمثل بشرط نقلهم بشكل تدريجي إلى خيام تحت إشراف الأمم المتحدة، على أن يكونوا من النساء والأطفال وكبار السن، ولا يتجاوز عددهم 60 ألف نازح، بينما عدد النازحين يتجاوز 800 ألف، وهو ما رفضته المقاومة، التي ما زالت تصر على ضرورة عودة جميع النازحين إلى منازلهم، حتى إن كانت مدمّرة.
وجاءت العودة في ظل انصياع حكومة الاحتلال لضغوط دولية أدت إلى تشغيل بعض خطوط المياه، وأيضا عودة العمل بالمخابز في مدينة غزة لأول مرة منذ العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول الماضي.
يشار إلى أن الأمم المتحدة لا تنفك تحذر من خطر وقوع مجاعة كاملة في القطاع المنكوب بسبب منع الاحتلال وصول المساعدات الإنسانية والطبية، حيث يواجه نصف سكان غزة- أي نحو 1،1 مليون فلسطيني- مجاعة «وشيكة»، في غياب أي تدخل عاجل للحؤول دون ذلك.
السابق